طالب المشاركون في المنتدى الإعلامي الخاص بالقارة الإفريقية، أمس الجمعة بمراكش، بضرورة اضطلاع وسائل الإعلام الإفريقية بدورها في المساعدة على فهم وتحليل المشاكل التي تعرفها القارة، والعمل على إبراز الأهمية البالغة التي تكتسيها المعلومات ذات الطابع الاقتصادي المتعلقة بالقارة الإفريقية، لتحسيس المقاولات بالمشاريع المنجزة بالمنطقة وأثرها الإيجابي على الساكنة. وأكد المشاركون، خلال جلسة عامة انعقدت أمس الجمعة حول موضوع "أهمية الإعلام والاتصال في جذب أنظار المقاولين لفرص الاستثمار في القارة الإفريقية"، على أهمية الإعلام الإفريقي المتحد لتجاوز الصورة النمطية للقارة السمراء، من أجل تعزيز الإمكانيات الكبيرة المتوفرة بهذه المنطقة، مشددين على الدور الذي يضطلع به القطاع الإعلامي في تحفيز المقاولات خاصة الإفريقية للاستثمار بهذه القارة والتعريف بالفرص المتاحة بها.
واعتبر المشاركون في المنتدى أن شح المعلومات الاقتصادية المتوفرة خاصة في المجال التجاري بإفريقيا، يحد من الاستثمارات البينية وعدم تمكين الشركات الإفريقية من خلق تكامل اقتصادي داخل هذه القارة، حيث أن المعلومات والبيانات والأرقام ذات الطابع الاقتصادي تعكس بشكل جلي مدى أهمية المنجزات التي تعرفها المنطقة.
وألح المشاركون على أهمية القيمة التي تحملها المعلومات الاقتصادية الخاصة بهذه القارة لتعزيز المقومات الكفيلة بالنهوض بالاقتصاد الإفريقي، مذكرين بأن هذه القارة تعتبر الأغنى في العالم لكونها تتوفر على أزيد من 60 في المائة من المنتجات الزراعية، وعلى أكبر نسبة من احتياطات العالم من المعادن خاصة البلتينيوم والفوسفاط، علاوة على توفرها على 60 في المائة من الأراضي القابلة للزراعة وأن قيمة صادراتها من النفط تتجاوز مليار دولار سنويا.
وأعرب المشاركون عن أملهم في أن يشكل هذا المنتدى، الذي ينعقد بالمغرب البلد الذي اضطلع دوما بدور مهم بهذه القارة، بداية لتغيير حقيقي نحو مستقبل أفضل للبلدان الإفريقية حتى تكون قادرة على جلب المزيد من الاستثمارات وتحسين تنافسيتها وصورتها.
ويتناول هذا المنتدى، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمبادرة من وزارة الاتصال، وبتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي، الشق الإعلامي الذي يعتبر وسيلة بالغة الأهمية لبلورة الآليات الكفيلة التي تبرز الصورة الإيجابية للقارة الإفريقية بالعالم وتعمل على محو الصور النمطية المروجة حولها.
ويناقش المشاركون في هذا الملتقى محاور عدة تتناول مواضيع مرتبطة بتقوية الإعلام بالقارة الإفريقية ودورها في ترويج صورة إيجابية عن القارة، وتسهيل مهمة الصحفيين للوصول إلى المعلومة، وأهمية الإعلام والاتصال في جذب أنظار المقاولين لفرص الاستثمار في القارة الإفريقية، وتقديم الاستراتيجية الإعلامية لمنظمة التعاون الإسلامي لتشجيع الاستثمارات الإسلامية الهادفة إلى تلبية احتياجات التنمية في الدول الأعضاء.
كما يبحث المشاركون إمكانية إنشاء نظام إعلامي خاص بمنظمة التعاون الإسلامي كأداة لتعزيز فرص الاستثمار بالقارة السمراء على المستوى الدولي، ودور وسائل الإعلام في تشجيع التبادل التجاري وفرص الاستثمار في الدول الإفريقية الأعضاء بالمنظمة، إلى جانب تقديم التجربة المغربية في الانفتاح على الأسواق الخارجية وتجارب فيدراليات وجمعيات صحفية، وإبراز مكانة القارة في منظومة العالم الإسلامي، فضلا عن عرض حصيلة العشر سنوات الأخيرة من عمل منظمة التعاون الإسلامي بإفريقيا وتقديم تنفيذ البرنامج الخاص بالتنمية في القارة الإفريقية.
ويعرف هذا المنتدى مشاركة ما يناهز 400 مدعو يمثلون وزراء إعلام الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي وبعض الدول الإفريقية وأعضاء السلك الدبلوماسي الإفريقي والإسلامي والدولي المعتمد بالمملكة المغربية وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية والإفريقية والإسلامية وممثلي المؤسسات المالية الإفريقية والإسلامية وإعلاميين متخصصين في القضايا الاقتصادية، بالإضافة إلى المؤسسات البارزة في القطاع الخاص.