ستعرف الأرجنتين في العاشر من الشهر الجاري حدثا متميزا، حيث سيتم في هذا اليوم تنصيب ماوريثيو ماكري رئيسا للجمهورية. الرئيس الجديد من اصدقاء المغرب الأوفياء. لقد فاز يوم 22 نونبر الماضي في الجولة الثانية من الانتخابات ممثلا للمعارضة، وسيخلف الرئيسة كريستينا فيرنانديث دي كيرشنير. رئيس الأرجنتين الجديد، الذي لم يبق سوى ستة أيام على وصوله إلى سدة الحكم، يبدي تعاطفا كبيرا مع المغرب وتربطه علاقة استثنائية به، وقد أعلن عن ذلك خلال حملته الانتخابية. وأكد ذلك مدير حملته الانتخابية الذي أوضح أنه في حال فوز ماوريثيو ماكري برئاسة الجمهورية فسيعمل على تعزيز العلاقات مع العالم العربي عموما ومع المغرب بشكل خاص.
وأشار دييغو غويلار، الكاتب العام المكلف بالعلاقات الدولية في حزب المقترح الجمهوري، أن العلاقات بين بوينوس أيريس والرباط ظلت، وباستمرار علاقات جيدة للغاية، وأن هذه العلاقات مع المغرب في حاجة إلى رعاية دائمة، وإلى الدفع بها نحو المستقبل.
ماوريثيو ماكري انتقل من رئيس لفريق بوكا جونيورز لكرة القدم إلى رئيس للجمهورية، كما اشتغل رئيسا للحكومة المستقلة لبوينوس أريس منذ 2007.
لما فاز ماوريثيو ماكري أعلن أمام أنصاره أن الأرجنتين عاشت يوما تاريخيا ولن تعرف انتقاما ولا تصفية حسابات، وقال "إني أطلب الله أن ينير لي الطريق لمساعدة جميع الأرجنتينيين لتحقيق سبل التقدم والسعادة"، داعيا الشعب إلى أن يقف بجانبه لأنه في العاشر من دجنبر يوم تسليمه مفاتيح القصر الرئاسي "ستبدأ مرحلة رائعة بالأرجنتين".
آمن ماكري، الذي دخل السباق الرئاسي وحل في المرتبة الثانية خلال الدور الأول من الرئاسيات التي جرت يوم 25 من أكتوبر المنصرم أمام مرشح الحزب الحاكم "الجبهة من أجل النصر" دانييل سيولي، بحظوظه في إمكانية الفوز وتحقيق التغيير الذي اتخذه شعارا لحملته الانتخابية، وهو ما تأتى له بعد حصوله، في إطار الجولة الثانية من الانتخابات، على نسبة 51,42 في المائة من الأصوات، في وقت حصل فيه منافسه سيولي على 48,56 في المائة.
بدأ ماكري مشواره السياسي في تسعينيات القرن الماضي، لكن أول ظهور إعلامي له كان بسبب وقوعه رهينة في أيدي عصابة احتجزته سنة 1991 لمدة 12 يوما، ولم يتم إطلاق سراحه إلا بعد أداء فدية بقيمة ستة ملايين دولار، غير أن أفراد تلك العصابة، ومعظمهم من الشرطة، ألقي عليهم القبض وتمت إدانتهم بأحكام تراوحت ما بين 10 سنوات سجنا والسجن المؤبد.
وبخصوص مساره المهني، يدين ماكري بالكثير لوالده، رجل الأعمال الشهير، فرانكو ماكري، الذي قدم من إيطاليا إلى الأرجنتين بعد الحرب العالمية الثانية وهو في حالة من ضيق ذات اليد، ولكن سرعان ما تحول إلى واحد من أكبر المستثمرين ومالكا لشركات تنشط في العديد من المجالات كالبناء وصناعة السيارات والمواد الغذائية.
وفي سنة 2003 ، أسس ماكري حزب "الالتزام من أجل التغيير" ودخل غمار انتخابات رئاسة الحكومة المستقلة لبوينوس أيريس، لكنه انهزم في الدور الثاني لينشئ سنتين بعد ذلك حزب "المقترح الجمهوري". وفي سنة 2007 استطاع الظفر برئاسة الحكومة المستقلة لبوينوس أيريس، وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى الآن.