انطلقت، اليوم الجمعة بجوهانسبورغ، أعمال قمة منتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك 2015) بمشاركة المغرب. ويقود الوفد المغربي المشارك في هذه القمة، التي تنعقد حول موضوع "الصين وإفريقيا تتقدمان معا.. تعاون مربح للجانبين من أجل تنمية مشتركة"، رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، الذي يمثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في أعمال هذا المنتدى.
ويضم الوفد المغربي أيضا وزير الشؤون الخارجية والتعاون،صلاح الدين مزوار، الذي شارك أمس الخميس ببريتوريا في مؤتمر وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنتدى.
كما سيحضر المغرب في أشغال منتدى الأعمال، الذي سيجتمع على هامش المؤتمر، من خلال وفد يمثل الاتحاد العلام لمقاولات المغرب وعدد من المؤسسات المالية والاقتصادية.
وسيشكل المؤتمر، الذي تتواصل أعماله على مدى يومين بحضور عدد من رؤساء الدول، من ضمنهم الرئيس الصيني شي بينغ، فرصة للتباحث بشأن سبل الرقي بالتعاون الصيني- الإفريقي إلى مستوى شراكة رابح-رابح.
كما سيكون المنتدى، الذي يعقد للمرة الأولى في إفريقيا منذ إحداثه سنة 2000، مناسبة أيضا لتعزيز النمو القوي لعلاقات التعاون الصيني الافريقي من خلال التركيز على ما تحقق من منجزات طيلة 15 سنة الماضية.
وخلال هذه الفترة سجلت المبادلات التجارية بين إفريقيا والصين ارتفاعا ملحوظا، حيث انتقلت من 10,6 مليار دولار سنة 2000 إلى 201,1 مليار دولار سنة 2014، وهو الرقم الذي يجعل من الصين الشريك الاقتصادي الأول للقارة.
وقد شهدت الاستثمارات الصينية في إفريقيا خلال سنة 2014 ارتفاعا بقيمة 30 مليار دولار، مع تواجد أزيد من 2500 مقاولة صينية بالقارة الإفريقية وإحداث قرابة 100 ألف منصب شغل.
وستتوج القمة باعتماد إعلان وخطة عمل جوهانسبورغ، وهما الوثيقتان اللتان من شأنهما توجيه إشارة قوية بشأن انخراط الصين من أجل تحقيق التصنيع والاندماج الاقتصادي بإفريقيا.
كما ستشتمل الوثيقتان على تدابير محددة من أجل تعزيز شراكة صينية- إفريقية تعود بالنفع على كلا الطرفين.
وتندرج الشراكة الصينية- الإفريقية في إطار دينامية ملموسة وبراغماتية تقترن بمحور يعتبره المغرب ذي أولوية، ألا وهو تنمية إفريقيا، والشراكة جنوب- جنوب، والشراكة مع آسيا، وخصوصا الصين التي تظل فاعلا ديناميا وإيجابيا وبناء في هذه الدينامية الشاملة.
ويراهن المغرب على قمة جوهانسبورغ من أجل ترسيخ العلاقات التاريخية التي تربط المملكة المغربية بجمهورية الصين الشعبية.
وفي الواقع، عرفت هذه العلاقات طفرة نوعية في السنوات الأخيرة، من خلال الشراكة المتميزة والشاملة التي تجمع البلدين في كافة المجالات، وعلاقات الأخوة والصداقة المتميزة التي تجمع قائدي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الصيني شي جين بينغ.
كما يهدف المغرب، من خلال هذه القمة، إلى ترسيخ مبدأ التعاون جنوب- جنوب، لاسيما وأن المملكة أضحت تتوفر على تجربة رائدة بإفريقيا، تترجمها المشاريع التنموية والاتفاقيات المبرمة خلال الزيارات الأخيرة التي قام بها جلالة الملك إلى العديد من الدول الإفريقية الصديقة.