أبرز وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أمس الخميس بنيويورك، المساهمة المتميزة للطائفة اليهودية المغربية في الحضارة المادية واللامادية للمملكة. وقال أحمد التوفيق، في حفل بمناسبة انتهاء أشغال تأهيل المقابر اليهودية بالمغرب نظم بمتحف الفن المعاصر تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إن إرث هذه المساهمة في الحضارة المادية واللامادية للمغرب "مثير للإعجاب".
بهذا الصدد، أوضح التوفيق أهمية هذه المساهمة في "تشكيل مجتمع، وإثراء ثقافة وتنمية حضارة"، وهو ما يشكل نموذجا يحتذى في التعايش بين اليهودية والإسلام.
كما سلط الضوء على مساهمة اليهود المغاربة في التراث اليهودي العالمي، خاصة في مجالات علم اللاهوت والفلسفة والأدب.
وأكد التوفيق، في هذا السياق، أن المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يرتكز على نموذج مؤسساتي مندمج، يعبئ خلاله الدين الجميع من أجل نشر الفضائل لتحصين الذات ضد كل أشكال التطرف.
وأوضح الوزير أن "الاستقرار والتوازن، اللذين يتمتع بهما المغرب نابعان من المعرفة العميقة بالأهداف الأساسية والعليا للدين والتقاليد الثقافية المغربية، والتي تتجدر في العلاقات الأخوية بين اليهود والمسلمين".
وجدد التأكيد على أن عملية إعادة تأهيل المقابر اليهودية بالمغرب "عمل جبار ومتقن تم بتعليمات سامية من صاحب الجلالة"، وهي العملية التي تتوخى تخليد الذاكرة، والحياة والموت".
وبخصوص مؤلف "إعادة تأهيل مقابر اليهود بالمغرب، بيوت الحياة"، الذي تم تقديمه خلال هذا الحفل، اعتبر أحمد التوفيق أن هذا الكتاب، الذي يبرز الأعمال الهندسية الجميلة التي أنجزت بهذه المقابر عبر جهات المغرب، هو نتيجة للإرادة الملكية.
وأشار إلى أن الجالية اليهودية المغربية ستعطي بعدا "رفيعا" لهذا العمل، الذي هو دعوة لزيارة التراث اليهودي، مشددا في هذا الصدد على ضرورة ترجمته إلى لغات أخرى.
وقال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، متوجها إلى زعماء الديانات التوحيدية الثلاث، الذين يلقنون "الحكمة والسلام والمحبة"، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بصفته أميرا للمؤمنين، يعبر لهم عن احترامه ودعمه الكامل.
جرى هذا الحفل، بحضور، على الخصوص، السفير المتجول لجلالة الملك، الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، سيرج بيرديغو، وسفير المغرب بواشنطن، رشاد بوهلال، وسفير المغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، وزعماء بالديانات التوحيدية الثلاث، ومديري عدد من مجموعات التفكير، وأفراد من الجالية المغربية المقيمة بنيويورك.
ويبرز مؤلف "إعادة تأهيل مقابر اليهود بالمغرب، بيوت الحياة" عملية همت 167 موقعا ب14 جهة بالمملكة، والتي استمرت أربع سنوات.
ويعد هذا المؤلف، الذي يصنف ضمن "الكتب الجيدة" والواقع في 151 صفحة من الحجم الكبير، بمثابة دراسة ل "بيوت الحياة" تبعا لخصائصها، عبر تقديم تلخيص واف معزز بالوثائق.
ويتعلق الأمر بتجسيد واضح لتعاليم الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومنها الحديث النبوي الشريف المدرج في الصفحات الأولى للمؤلف "لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه، فتخلص إلى جلده، خير له من أن يجلس على قبر" ( أخرجه الإمام مسلم).
وأكد 27 من كبار الحاخامات اليهود المغاربة من عشرة بلدان في شهادة عرفان ودعاء صالح لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أدرجت في مطلع المؤلف، أنه ترميم في العمق تم القيام به من أجل حماية وإصلاح ما أفسدته عوائد الزمن، بهدف استعادة كرامة وحرمة "بيوت الحياة"، والأموات الذين يرقدون داخلها في سلام ، بما يدخل الطمأنينة على أسرهم أينما وجدوا في العالم.