قال عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، إن انسحاب الوفد المغربي من جنازة بن بلة الجمعة الماضية كان احتجاجا على المكانة التي أعطيت للبوليساريو، وأوضح في تصريح لجريدة "الشروق" الجزائرية "الانسحاب كان احتجاجا على المكانة التي أعطيت لجبهة البوليزاريو في الجنازة. وأوضح بنكيران أن الانسحاب جاء في اللحظات الأخيرة وأن قدوم الوفد للجزائر لتقديم التعزية، كان بطلب من جلالة الملك تمثيلا للشعب المغربي، الذي فقد أحد زعمائه في فقدانه لبن بلة، وأن أحمد بن بلة كان "زعيما من زعماء المغرب العربي ويحترمه الشعب المغربي ويقدره كثيرا ولهذا أتينا الجزائر وقمنا بالواجب".
ونفت مصادر مقربة من رئاسة الحكومة أن يكون بنكيران قد حيى خطأ محمد عبد العزيز.
بينما ردت صحيفة "الخبر" الجزائرية ا على انسحاب بنكيران، أنه حرا في موقفه بالانسحاب أو البقاء، لكونه جاء بمحض إرادته لأداء واجب العزاء الذي لا توجه فيه دعوات للحضور، فإنه لا يحق له في المقابل أن ''يحتج'' على السلطات الجزائرية، لأن وفد البوليساريو مثل الوفد المغربي لم يأت لحضور مراسم تشييع جنازة الراحل بن بلة بدعوة رسمية".
أما صحيفة "الشروق" الجزائرية فقالت "لا يُمكن لصاحب العزاء مهما كان دينه وجنسه وملته أن "يطرد" أيّ ضيف جاءه لتقديم التعازي والمواساة، لمجرّد أن ضيفا آخر دخل البيت، وهو من "الخصوم" أو "الأعداء"، فالظروف الجنائزية تتطلب من هذا وذاك نسيان، أو على الأقل تناسي الخصومة ولو مؤقتا، لأن الظرف ليس مواتيا لتدشين حركة مشوّهة للضمير والعلاقات الإنسانية!"
وكتبت نفس الجريدة "الجزائر وغيرها من البلدان لم توجه دعوات إلى المعزين، وبالتالي تتبدّد في هذه المناسبات كلّ البروتوكولات، ويتساوى في بيت العزاء والمقبرة أيضا الوزير والغفير، والغني والفقير، والرئيس والمرؤوس.