دعت صحيفة "تايمز أوف إنديا"، اليوم الاثنين، الحكومة الهندية إلى الانفتاح أكثر على دول شمال وغرب إفريقيا الفرنكوفونية، وفي مقدمتها المغرب. وكتبت الصحيفة الهندية الواسعة الانتشار ، في مقال رأي بمناسبة افتتاح القمة الثالثة لمنتدى الهند - إفريقيا، "نحتاج إلى إرساء قنوات تواصل أكثر في القارة من خارج أصدقائنا في الدول الناطقة بالإنجليزية، وأن نبحث عن فرص التعاون مع البلدان الفرنكوفونية، مثل المغرب".
وأكدت الصحيفة في مقالها الصادر تحت عنوان "لنغير صورة إفريقيا" ، أن مستوى العلاقات الاقتصادية لا يرقى إلى التاريخ المشترك بين الهند والدول الإفريقية، مشددة على أن "ترديد الكلام حول العلاقات التاريخية لوحده لا يكفي. وعلى الهند أن تعتبر إفريقيا أرضية خصبة لنمو الفرص (الاقتصادية)".
وأشارت إلى أن الديبلوماسية الاقتصادية لم تضمن أجندة الحكومة الهندية إلا انطلاقا من سبعينيات القرن الماضي، مبرزة أن قيمة المبادلات التجارية بين الهند وإفريقيا لا تتجاوز 70 مليار دولار.
وقالت إن القارة السمراء تبحث اليوم عن شركاء حقيقيين في التنمية، حاثة الهند على بعث دينامية جديدة في العلاقات الهندية الإفريقية بشكل فعال ينسجم مع تجذر العلاقات التاريخية بين الطرفين والإمكانات الكبيرة التي تزخر بها القارة الإفريقية.
وأبرزت الصحيفة أن التحولات التي تعرفها إفريقيا في مجال الحكامة الاقتصادية والتمدن وصعود الطبقة الوسطى تفتح فرصا سانحة أمام الهند، لاسيما في مجال تكنولوجيا الاتصال، مؤكدة على ضرورة تشجيع التعاون بين أصحاب المقاولات الناشئة في الهند وإفريقيا.
وكانت أشغال الدورة الثالثة لقمة منتدى الهند- إفريقيا 2015 ، قد انطلقت صباح اليوم الاثنين بنيودلهي، بمشاركة 54 دولة إفريقية، من بينها المغرب.
وستشكل هذه القمة، التي افتتحت أشغالها باجتماع مغلق على مستوى الخبراء، فرصة أمام مسؤولي البلدان المشاركة من أجل رسم خارطة طريق مستقبلية للعلاقات الهندية الإفريقية تأخذ بعين الاعتبار التحولات والرهانات السياسية والاقتصادية والأمنية والمناخية والتكنولوجية.
ويشارك في هذه القمة المستمرة أعمالها حتى يوم 29 أكتوبر الجاري تحت شعار "شركاء في التقدم: نحو جدول أعمال إنمائي فارق وفعال"، عدد هام من قادة الدول والحكومات من مختلف دول إفريقيا.
ويتضمن برنامج الدورة الثالثة للقمة الهندية الإفريقية فضلا عن لقاء الخبراء، اجتماعا لوزراء خارجية الهند وإفريقيا يوم غد الثلاثاء، على أن تختتم أشغال الدورة يوم الخميس المقبل بعقد اجتماع قمة يضم قادة الدول ورؤساء الحكومات المشاركة.