أعلن وزير الصحة الحسين الوردي أنه تم تصنيع دواء لعلاج الالتهاب الكبدي الفيروسي من نوع "سي" في المغرب، سيتم الشروع في تسويقه متم شهر نونبر المقبل. وأوضح الوردي ، خلال ندوة صحفية اليوم الاثنين بالرباط خصصت لتقديم مشروع مسودة الخدمة الصحية الوطنية وأولويات قطاع الصحة ومخطط عمل الوزارة لسنة 2016 ، أن ثمن هذا الدواء حدد في حوالي 3000 درهم.
وأبرز أن الأدوية التي كانت تستعمل في علاج داء الالتهاب الكبدي الفيروسي من نوع (سي) كانت تحدث مضاعفات كبيرة. كما أن نسبة الشفاء كانت ضئيلة إلى حدود سنة 2014 .
وبعدما أشار الحسين الوردي إلى أنه ظهر دواء جديد صنع من طرف أحد المختبرات الأمريكية بمضاعفات قليلة ويقدم نسبة علاج عالية لكن ثمنه باهظ (كلفة العلاج تصل إلى مليون درهم)، أوضح أنه راسل المختبر الأمريكي لإدراج المغرب ضمن لائحة البلدان التي حددها المختبر لاقتناء دواء جنيس لهذا الدواء، لكن طلبه قوبل بالرفض، كما راسل بهذا الشأن مديرة منظمة الصحة العالمية لكن بدون جدوى.
وقال إنه بعد بذل مجهودات كبيرة واتخاذ جملة من الاحتياطات، تم أخيرا تصنيع الدواء في المغرب، وهو الآن في مرحلة الاستقرار، أي المرحلة التي تسبق تسويق أي دواء والتي تستمر ستة أشهر ، مشيرا إلى أن هذه المرحلة ستنتهي خلال شهر نونبر المقبل.
كما أكد الوزير أنه سيتم تسريع وتيرة إدخال هذا الدواء في سلة الأدوية القابلة للاسترجاع.
وذكر بأن المغرب بصدد إعداد برنامج وطني ليصبح في أفق سنة 2020 من بين الدول القلائل التي قضت على داء التهاب الكبد الفيروسي من نوع "سي".
وكان الوردي قد كشف لإحدى الجرائد اليومية، في غشت المنصرم، عن المعركة التي قادها في سبيل تمكين أزيد من 625 ألف مريض مغربي من هذا الدواء الفعال، حيث أكد أنه اتصل بداية بالمختبر الامريكي، للاحتجاج على تصنيف المغرب ضمن الدول ذات الامكانات المالية التي تجعل مرضاها قادرين على شراء الدواء بسعره الحقيقي. كما قام بعد ذلك بتوجيه رسالة رسمية يندد فيها بهذا السلوك، غير أنه لم يتلق أي رد، ليضطر إلى مراسلة مديرية منظمة الصحة العالمية، إلا أن كل هذه الخطوات لم تأت بنتيجة إيجابية.
وقال وزير الصحة لذات اليومية، أنه بحكم اشتغاله في ميدان التخدير والانعاش، لديه اطلاع كبير على قطاع الادوية، حيث قام بعقد اجتماع مع خبراء "خلصنا فيه إلى فتوى مفادها أن أي دواء تتم صناعته في أي دولة يمنح أجل 18 شهرا لحمايته في باقي الدول، بيد أن المختبر الأمريكي لم يقم بحماية دواء الالتهاب الكبدي في المغرب، لأنهم يظنون بأنه ليس في مقدورنا تصنيعه، فبدأنا العمل مع المختبرات الوطنية التي تمكنت من صناعته" يوقل وزير الصحة.
وتوصل المغرب إلى الحصول على ترخيص بتصنيع نسخة جنيسة (تقليد مطابق) للدواء الأمريكي “سوفوسبوفير”، الذي يوصف ب”المعجزة”، والذي أبان عن نتائج باهرة في علاج المرض الخطير “التهاب الكبد الوبائي” (س)، والذي يبلغ ثمنه 80.000 دولار، أي ما يناهز 80 مليون سنتيم مقابل ثلاث علب.
النسخة المغربية الجنيسة من هذا الدواء، المكلف جدا، سيكون ثمنها أقل بمائة مرة من هذا الثمن لتصل إلى ما يقارب 8000 درهم، كما تم تسجيله في وزارة الصحة من أجل المرور إلى مرحلة إنتاجه وتوزيعه على المستوى الوطني.