أثارت تدوينة جديدة للأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني، ردود فعل متضاربة حول وضعية العثماني داخل الحزب الإسلامي القابض بزمام الأغلبية الحكومية. وقال سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، في خرجة فيسبوكية قبل قليل: " حتى وإن غادرت حزب العدالة والتنمية، يوما لسبب من الأسباب، فلن أغادر المغرب، فالوطن فوق الحزب والأحزاب".
وعلق أكثر من متتبع على ذلك، بأن سعد الدين العثماني يلمح بانسحابه من التنظيم بصفة نهائية.
وكان العثماني قد أبعد من منصبه كوزير للشؤون الخارجية والتعاون خلال التعديل الحكومي الأول، بإيعاز من رئيسه وغريمه التاريخي عبد الإله بنكيران.
ويعتبر الدكتور سعد الدين العثماني، من الأطر الأكثر تعقلا ورزانة في حزب العدالة والتنمية، وله رؤية مغايرة لأعضاء حركة "التوحيد والإصلاح" الذراع الدعوي لحزب المصباح، والتي ينتمي إليها أغلبية كوادر ووزراء الحزب.
وكان العثماني قد تولى منصب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بعد وفاة الدكتور عبد الكريم الخطيب في 27 شتنبر 2008، وكان حينها الأوفر حظاً بين المرشحين لخلافة مؤسس الحزب الإسلامي، نظراً لمؤهلاته العلمية والشخصية، منها: دبلوماسيته التي مكنته من قيادة المفاوضات مع وزارة الداخلية بنجاح أثناء غياب الخطيب بسبب المرض، ومنها: قدرته الفائقة في تجمع المتفرقين وتوحيد المختلفين.
ولهذا يلقب برجل التوازنات، وسعد الدين العثماني يجمع بين التكوين العلمي الشرعي والتكوين العصري، إذ أنه خريج الدراسات الشرعية الإسلامية وابن عائلة علمية واسعة بجنوب المغرب، كما أنه طبيب نفسي متخصص ومعروف على الصعيد الدولي، كخبير للصحة والاستشارة النفسية، وعضو في عدة هيئات علمية مغربية وغير مغربية.
غير أن المؤتمر الأخير لحزب العدالة والتنمية عرف تحالفات قوية أطاحت به، وتولى حينها منصب رئيس المجلس الوطني، وهو بمثابة برلمان داخلي للحزب له صلاحيات واسعة.