فاجأ السلفي الجهادي عبد الكريم الشاذلي الرأي العام الوطني بأول خروج إعلامي له حول رأيه في محمود عرشان، الرئيس الشرفي والفعلي لحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، حيث قال بأنّ ما دفعه للانضمام إلى حزب عرشان هو ان هذا الأخير لم يسبق أن جلد السلفية الجهادية حيث ان ما "تعرضت له من محن هو من الجلاّدين الحاليين وليس من قبل عرشان"، وخاطب السلفيين الذين يريدون الإنتماء إلى حزب عرشان بالقول انه "سيضع يده في يدهم" ولا دخل لعرشان في عقيدتهم السلفية و"أنّنا لن نتخلّى عنها.." تصريحات الشاذلي بخصوص عرشان وخطابه السلفي الذي لاتزال فيه نبرة التطرف، جعلت شخصيتان بارزتان من الذين التحقوا بحزب عرشان، ويتعلق الأمر بكل من عبد الكريم فوزي وإدريس هاني، تغيبان عن الندوة التي نظمها الحزب وحاضر فيها الشاذلي يوم الجمعة المنصرم باحد فنادق الرباط..
وهكذا لم يكد اندماج بعض الإسلاميين داخل الحركة الديمقراطية الاجتماعية، التي يتزعمها محمود عرشان، يكمل شهره الأول حتى ظهرت الخلافات بين المكونات المندمجة، مما يوحي بأن فرحة عرشان بالوافد الجديد لن تطول كثيرا، وحسب مصادر مطلعة فإن تصرفات الشيخ عبد الكريم الشاذلي تسبب في غضب باقي الملتحقين، الذين قد يقطعون علاقتهم بالحزب نهائيا وفي أولى الخطوات.
عبد الكريم الشاذلي من السلفية الجهادية وهو من المعتقلين على ذمة أحداث 16 ماي. الشيخ الشاذلي وإن كان غير مرضي عنه من قبل جميع شيوخ السلفية إلا أنه ظهر مؤخرا ضمن المجموعة التي التحقت بحزب محمود عرشان، رجل الأمن السابق ومؤسس حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية. الشاذلي الذي يقول عن نفسه في سيرة ذاتية سبق ووزعها أثناء حفل التحاقهم بحزب النخلة بأنه منظر للسلفية الجهادية، كتب كتيبا صغيرا حول تكفير الطاغوت ومن لم يحكم بما أنزل الله.
وخلال ندوة نظمها الحزب أخيرا بمدينة الرباط حول إمارة المؤمنين، تطرق الشاذلي في هذه الندوة إلى إنجازات إمارة المؤمنين في المغرب واعتبرها تقوم على أصول أهل السنة والجماعة والمذهب الأشعري والمالكي ولكنه لم يذكر الجنيد السالك. بعض المصادر ذكرت أنّ السبب هو أنّ الشيخ الشاذلي لا يزال يحتفظ بموقفه من التصوف القائم على اتهام أصحابه بالشرك.
ولوحظ خلال الندوة غياب شخصيتين بارزتين من الذين التحقوا بحزب عرشان ويتعلق الأمر بكل من عبد الكريم فوزي، أحد مؤسسي حركة الشبيبة الإسلامية ومن رفاق عبد الكريم مطيع في الداخل والخارج، وإدريس هاني، المفكر الشيعي.
واعتبرت بعض المصادر أن غيابهما هو رسالة تؤكّد على عدم رضاهما عن مستوى الخطاب السلفي المتطرف للشيخ الشاذلي بينما اعتبر البعض الآخر أن عدم تواجدهما في أول نشاط للحزب بعد هذا الانضمام هو بمثابة انسحاب للمجموعة الملتحقة بحزب عرشان باستثناء الشاذلي. وحيث أنّ الشيخ الشاذلي وحده الذي يتكلم في صمت يكاد يكون مطبقا من قبل ادريس هاني، يتساءل المراقبون حول ما ينتظر الشاذلي من ردود ادريس هاني الذي لازال لم يشرح سبب غيابه عن الحزب منذ الإعلان عن التحاقه.
ويتساءل المراقبون حول إذا ما كان المعني بالانسحاب هو ادريس هاني وحده أم أن الانسحاب يتعلّق بعبد الكريم فوزي أيضا. وتقول مصادرنا بأنّه إذا انسحب عبد الكريم فوزي وادريس هاني من الحزب هذا سيعني أنّ تجربة الإلتحاق بحزب النخلة ستكون قد فشلت، باعتبار أن الشيخ الشاذلي وحده لن يستطيع أن يقدّم شيئا لأنّ التيار بينه وبين السلفية لا يمر بشكل جيد. ولا يستطيع أن ينافس شيوخ السلفية الجهادية الثلاثة كالفزازي والحدوشي وحسن الكتاني.
وقال الشاذلي، على هامش الندوة، مبررا التحاقه بحزب النخلة بأنّه ليس هدفه سياسيا بل الهدف منه هو الدعوة إلى السلفية. مؤكدا على أنه لن يتخلى عن عقيدة السلفية الجهادية. وعن زيارته لضريح المغفور له محمد الخامس مع أن عقيدة السلفية تحرم الأضرحة، أظهر بطريقة مضطربة بأنّ الشرك هنا حاصل ولكنه هو لم يقع فيه لأن زيارته كانت مجرد سياسية. وعن الكلام الذي يروج حول مؤسس حزب النخلة وتاريخه الأمني، دافع الشيخ الشاذلي وقال بأنّه ما تعرضت له السلفية الجهادية من محن هو من الجلاّدين الحاليين وليس من قبل عرشان. وقال مخاطبا السلفيين الذين يريدون الانتماء إلى عرشان بأنه سيضع يده في يدهم ولا دخل لعرشان في عقيدتهم السلفية حيث قال بأنّنا لن نتخلّى عنها.