كشفت معطيات حصلت عليها «المساء» أن لقاءات وصفت بالسرية تجرى منذ حوالي شهر بين مسؤولين وقادة السلفية الجهادية، الذين يوجدون بالسجون من الذين قاموا بمراجعات فكرية يمكن أن تحمل انفراجا في الملف. وأوضحت المعطيات ذاتها أن المفاوضات يمكن أن تصل إلى حل للملف الذي دخل عامه الثالث، من خلال تقديم الشيوخ المعتقلين ضمانات بعدم العودة إلى الفكر المتطرف الذي راجعوه داخل السجون، من خلال مجموعة من المراجعات الفكرية التي سربوها إلى خارج السجون. وأشارت المعطيات ذاتها إلى أن جهودا تبذلها أطراف مختلفة، بما فيها السياسية، دخلت على الخط من أجل البحث عن حل لملف معتقلي السلفية الجهادية، وخاصة الشيوخ الذين قاموا بمراجعات فكرية داخل السجون، موضحة أن هناك تخوفا من هيمنة أنصار تنظيم «داعش» على السجون بعد ترويجهم لخطاب تيئيسي بين المعتقلين من قبيل عدم وجود حل لملفهم رغم تراجعهم عن الأفكار المتطرفة التي كانوا يؤمنون بها. وذكرت المعطيات نفسها أن جهات في الدولة تتخوف من إطلاق سراح مجموعة من الأسماء التي تنتمي إلى تيار السلفية الجهادية، خوفا من التحاقها بالتنظيمات الإرهابية المتطرفة بالأراضي السورية والعراقية. وفي سياق متصل، أعلنت ثلاثة تيارات إسلامية، أول أمس السبت بالرباط، التحاقها رسميا بحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، الذي يتزعمه عبد الصمد عرشان، نجل محمود عرشان مؤسس الحزب. وأكدت هذه التيارات الثلاثة، على لسان ممثليها عبد الكريم الشاذلي، عن التيار السلفي، الذي سبق أن حكم ب 30 سنة سجنا نافذ على خلفية أحداث 16 ماي 2003 الإرهابية، قضى منها 8 سنوات قبل أن يمتع في 2011 بالعفو الملكي، وعبد الكريم فوزي، رفيق المنفي عبد الكريم مطيع، والقيادي سابقا في حركة الشبيبة الإسلامية الذي عاد مؤخرا من المنفى، وإدريس هاني، الذي يمثل التيار الشيعي بالمغرب، رغبتها في الانخراط في العمل السياسي من داخل المؤسسات، وتمسكها بثوابت الأمة وسعيها لإرساء دعائم السلم والاستقرار بما يعزز ركائز الديمقراطية، داعية بالمناسبة إلى فتح سبل الحوار والتفاهم لطي ملف المعتقلين السلفيين ممن ينبذون العنف والإرهاب والتكفير ولم تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء. ومن جهته، اعتبر الشاذلي، في كلمة له بالمناسبة، أن ما يزيد عن 400 من السلفيين، سواء منهم من لازالوا بالسجن أو خارجه، قد قرروا الالتحاق بالحركة الديمقراطية الاجتماعية.