قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط تاج الدين الحسيني، اليوم الاثنين، إن الجزائر تسعى إلى مأسسة مواجهتها مع المغرب من خلال توظيف الاتحاد الإفريقي لشن حرب شرسة على مغربية الصحراء. وقال الحسيني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، معلقا على تصريحات الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال، أمس الأحد أمام الدورة ال 25 للاتحاد الإفريقي بجوهانسبورغ، إن "الجزائر تحاول اليوم مأسسة مواجهتها مع المغرب من خلال توظيف الاتحاد الإفريقي، والاعتماد على دول بعينها لشن حرب شرسة على مغربية الصحراء"، في الوقت الذي لم يعد فيه الكيان الوهمي يتوفر على النصاب القانوني لنيله الاعتراف على المستوى الدولي.
وأكد أن النظام الجزائري مصر على صرف الانتباه عن إخفاقاته الداخلية بلفت الأنظار إلى قضية الصحراء المغربية.
وقال الحسيني إن الجزائر وفي محاولة أخرى للفت الأنظار بعيدا عن الأزمات الداخلية الكثيرة التي يعاني منها، لا زال يجتر نفس الأسطوانة المتجاوزة التي عفا عنها الزمن، في الوقت الذي يتجه فيه العالم بأسره نحو التكتل وتحقيق الاندماجات الإقليمية الكبرى.
وأشار في هذا الصدد إلى أن المسؤولين الجزائريين اعتادوا على تغطية إخفاقاتهم وخياراتهم الاقتصادية الفاشلة وتراجع الحريات العامة ودكتاتورية السلطة التي تعيش البلاد تحت وطئتها بإثارة قضية الصحراء المغربية، مؤكدا أن الاقتصاد الجزائري لم يتمكن بعد من تجاوز مرحلة الريع التي لا زالت تسوده.
وتأسف الأستاذ الجامعي لكون "النظام الجزائري لا زال يؤمن بأن قوته تكمن في ضعف محيطه"، مشيرا إلى أن "البلد الجار يرى في المغرب أكبر منافس له"، وذلك في ضوء الطفرة النوعية التي يشهدها اقتصاد المملكة ومؤشرات التنمية التي لا تدع مجالا للمقارنة.
وحري بالجزائر - يضيف الحسيني - الانكباب على إيجاد حل للأزمة السياسية التي تتخبط فيها البلاد، في ظل الحرب الداخلية الدائرة حول خلافة الرئيس بوتفليقة، مشيرا إلى أن الانخفاض الذي تشهده أسعار الغاز والبترول في السوق العالمية هو مشكل آخر ينضاف إلى سلسلة المشاكل التي تعاني منها البلاد، علما أن الجارة الشرقية لا زالت معتمدة في صادراتها نحو الخارج على هاتين المادتين بما نسبته 97 بالمائة.
وخلص الحسني إلى أن الدبلوماسية المغربية ملزمة بشن حملة قوية لطرد كيان "البوليساريو" الشبح من حظيرة دول الاتحاد الإفريقي، لاسيما من خلال التوجه إلى الدول الإفريقية الأنكلوساكسونية المتعاطفة أو الداعمة لهذا الكيان.