وزع عناصر تنظيم "داعش" منشورات في مدينة الموصل، التي تعتبر اهم معاقلهم في العراق، خلال الأسابيع الأخيرة أعلن التنظيم المتطرف من خلالها ان إطالة اللحى أصبح أمرا إلزاميا ابتداء من اليوم الأول من يونيو 2015. وسيطر الجهاديون في العاشر من يونيو العام الماضي، عبر هجوم شرس على الموصل (350 كلم شمال بغداد). وهي ثاني اكبر مدينة بلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة قبل ان يجتاحها تنظيم الدولة الاسلامية.
وخلافا لبعض المدن التي سيطر عليها المتطرفون، لاتزال الموصل تضم عددا كبيرا من المدنيين، مما يجعل الحملة العسكرية الجوية صعبة.
وتشكل الموصل مختبرا لتأسيس دولة الخلافة ليس عسكريا فحسب، وإنما لتنظيم كل الأمور ابتداء من التعليم إلى أوقات فتح المحلات التجارية.
ويشعر ليث احمد، وهو شباب من الموصل التي أعلن التنظيم تأسيس دولة الخلافة منها، بالقلق كلما نظر في المرآة مع اقتراب تطبيق قرار تنظيم الدولة الاسلامية إطلاق "دوريات اللحى" لمعاقبة من يحلق ذقنه في الموصل، وهو ما قد يؤدي الى سجن هذا الشاب الأمرد، حسب ما اوردته وكالة فرانس بريس..
ويقول هذا الشاب البالغ من العمر 18 عاما، يضيف ذات المصدر، الذي لم يفصح عن إسمه الحقيقي خوفا من العقوبة إن "شعر وجهي بطىء في النمو خصوصا في سني"..
ويقول الشاب، حسب الوكالة الفرنسية، "انا خائف كثيرا لأن تعاملهم قاس جدا مع أي شخص يعارض أو يتجاهل تعليماتهم".
وتابع الشاب بالقول "أعمل في فرن للخبز، وهذا يعني أنه يتوجب علي مغادرة المنزل والإحتكاك مباشرة مع مسلحي داعش يوميا".
وبحسب الكتيب الذي وزعه التنظيم في المدينة فان "حلق اللحية ليس معصية فحسب، وإنما مجاهرة بالمعصية"، معززا كلامه بأحاديث منقولة عن النبي محمد .
ويقول المنشور "جزى الله الإخوة في ديوان الحسبة في الدولة الاسلامية على إصدارهم أمرا بمنع الحلاقين من حلق اللحى ومحاسبة المقصرين".
بدوره، يقول علي ناظم 30 عاما وهو سائق تكسي من أهالي الجانب الشرقي للمدينة، إنه لم يكن قادرا على إطالة لحيته أو حتى شاربه بسبب مرض "الطفح الجلدي" الذي يعاني منه . وذلك حشب ما أوردته وكالة فرانس بريس.
وقال المتحدث للوكالة إنه قدم تقارير طبية إلى ديوان الحسبة (الشرطة الاسلامية) "لكنهم لم يأبهوا … وقال أحدهم لي من الأفضل لك البقاء في البيت إذا قمت بحلاقة ذقنك".
والموصليون أساسا عالقين داخل مدينتهم، ومن يرغب بمغادرة المدينة عليه الحصول على موافقة من قبل التنظيم وتقدم سند ملكية عقار أو سيارة قد تصادر في حال عدم عودة الشخص خلال مدة محددة.
ويقول علي، تضيف الوكالة الفرنسية، "يجب الاختيار بين الإصابة بالمرض أو المخاطرة بالتعرض للجلد أو السجن ، من اجل تأمين معيشة عائلتي".
وكانت عناصر طالبان أفغانستان ينشرون ما يطلق عليه دوريات اللحى التي قد ترسل الرجال الى السجن لمدة تتراوح بين ثلاثة أيام إلى أسبوع في حال حلقوا لحيتهم.
لكن سكان الموصل يقولون إن عناصر الدولة الاسلامية وضعوا سياسة أكثر تشددا على حلاقة اللحى، من خلال فرض قوانين خاصة.
وتقول أم محمد، وهي مدرسة، "كلنا نعرف ان داعش تحاول ان تفرض هذه القوانين غير المقبولة على النساء بارتداء الخمار وفرض اطالة اللحى للرجال"، وذلك حسب ما أوردته الوكالة الفرنسية..
وتضيف المدرسة "يريدون جعلنا دروع بشرية خلال العمليات العسكرية لتحرير الموصل، التي تلوح بالافق، وهم يريدون للموصل ان تكون مكتظة بالسكان".
وتقصف الطائرات العراقية ودول التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة مواقعا ومخابىء لعناصر التنظيم في الموصل، منذ غشت2014 ، لكن أي جهد لاستعادة المدينة لم يبدأ بعد.
ويقول احد عناصر الاجهزة الامنية الذي لايزال يسكن في الموصل إن عناصر التنظيم تستخدم مركبات أقل ظهورا في الاشهر الماضية.
واوضح المتحدث، حسب ما أوردته أ ف ب، "على سبيل المثال، يقوم حاليا عناصر داعش باستخدام سيارات مدنية لا تحمل علامات وتركوا استخدام اعلام التنظيم والسيارات العسكرية التي استولوا عليها في الموصل".
واضاف ان "قرار اطالة اللحية الجديد يحمل نفس الغاية، إنهم يريدون الاختفاء وراء صفوف المدنيين من خلال جعل الكل ملتح".