نظم، أمس الخميس بمدينة دويكوي (غرب كوت ديفوار)، حفل تسليم الميداليات لقوات حفظ السلام التابعة لمنظمة الأممالمتحدة لحوالي 705 من عناصر القبعات الزرق المغاربة التابعة للتجريدة ال21 للقوات المسلحة الملكية المنتشرة بكوت ديفوار. ويأتي هذا التوشيح اعترافا بالجهود والتفاني والتضحية و"المساهمة المتميزة" لعناصر القبعات الزرق المغاربة المنتشرة في إطار منظمة الأممالمتحدة بكوت ديفوار، لحفظ وتعزيز السلام بكوت ديفوار.
وقد تميز هذا الحفل الذي جرى بحضور، على الخصوص، قائد قوات عملية الأممالمتحدة بكوت ديفوار، الجنرال حافظ مسرور أحمد، والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بكوت ديفوار ورئيسة منظمة الأممالمتحدة بكوت ديفوار، السيدة عائشتو مينداودو، بمشاركة وفد عن القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، بقيادة الكولونيل ماجور عبد اللطيف أمهارش.
وبهذه المناسبة، صرحت السيدة عائشتو مينداودو قائلة "باسم الأمين العام، أتشرف بتوشيحكم بميدالية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، اعترافا بإسهامكم المتميز في مسلسل السلام بكوت ديفوار".
وفي معرض حديثها عن معنى هذا التوشيح، أوضحت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة أنه يرمز "إلى اعتراف منظمة الأممالمتحدة بتفاني الجندي في القيام بعمله، ومهنيته ومساهمته في استتباب السلم".
وشددت المسؤولة الأممية على "الحاجة الملحة بأن يتقيد عناصر القبعات الزرق بشكل صارم بمدونة السلوك الخاصة بموظفي الأممالمتحدة ويحترموا القوانين والأنظمة المعمول بها في كوت ديفوار"، مضيفة أن "مبدأ حفظ السلام يستمد قوته من التقيد بمدونة القيم هاته التي لا غنى عنها في القيام بالمهام بشكل يومي".
كما عبرت السيدة مينداودو عن خالص تشكراتها للسلطات الإيفوارية وسكان مدينة دويكوي للدعم غير المحدود الذي يقدمونه لعناصر الكتيبة المغربية.
من جهته، عبر قائد التجريدة ال21 للقوات المسلحة الملكية بكوت ديفوار، الكولونيل ماجور حسن نوح، عن اعتزازه بهذا التكريم الذي يشكل لحظة قوية ستظل راسخة بأذهان الجنود، معتبرا أن هذه الالتفاتة، إلى جانب طابعها الاحتفالي والبروتوكولي، تترجم اعترافا بمساهمة عناصر القبعات الزرق المغاربة في حفظ السلام والأمن بكوت ديفوار، البلد العزيز على قلوب الجميع.
وأضاف أن هذا التوشيح "يعتبر مصدر فخر وتشجيع كي نواصل على منوال أسلافنا، الذين ولجوا منذ مدة طويلة، بشجاعة وتفان، فضاء عمليات حفظ السلام".
وذكر الكولونيل ماجور حسن نوح بأن "مشاركة القوات المسلحة الملكية في هذه العمليات ليست وليدة اليوم"، مشيرا إلى أنه "في سنة 1960 تدخلت هذه القوات في زايير (جمهورية الكونغو الديمقراطية حاليا) للحفاظ على الوحدة الترابية لهذا البلد. كما كانت أول جيش عربي وإفريقي يشارك في عمليات لمنظمة حلف شمال الأطلسي في كوسوفو وفي عمليات للاتحاد الأوروبي بالبوسنة والهرسك".
وأوضح أن هذه القوات ما تزال تتواجد حاليا بجمهورية الكونغو الديمقراطية في إطار بعثة منظمة الأممالمتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفي جمهورية إفريقيا الوسطى في إطار بعثة الأممالمتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في هذا البلد، معتبرا أن الأمر يتعلق ب"تقليد راسخ للمملكة المغربية، ينم عن إرادة الملوك المغاربة في الاستجابة لدعوات المنتظم الدولي عندما تكون الحاجة ماسة إلى استتباب السلم والأمن".
وأضاف أن هذا التقليد ينم أيضا عن الإدراك الواعي لالتزامات المملكة المغربية على المستوى الدولي وواجب التضامن الذي تشعر بها تجاه الشعوب الأخرى عندما يتعلق الأمر بضرورة دعم الشرعية الدولية والمساهمة في الانتصار لمبادئ القانون والشرعية.
وقال الكولونيل ماجور حسن نوح "من هنا، وعلى غرار التجريدات السابقة للقوات المسلحة الملكية، عملت التجريدة ال21 للقوات المسلحة الملكية التي تعاقبت بكوت ديفوار منذ نشرها في شهر نونبر الماضي، دون كلل، وبحماسة كبيرة وبجدية، على استتباب السلم والأمن بالمنطقة التي تقع تحت مسؤوليتها".
وأوضح أيضا أن ذلك تجسد من خلال القيام بعدد كبير من المهام والعمليات المرتبطة بمهمتها، تتمثل، من بين أشياء أخرى، في 1300 دورية و600 مهمة حراسة، و270 مهمة أمنية، و90 تمرين عملياتي، مشيرا إلى أن التجريدة ال21 شاركت أيضا بفعالية في البرنامج الذي يطلق عليه "نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج"، وكذا في عمليات مراقبة الحظر المفروض على الأسلحة.
وتابع أن جميع هذه المهمات تتم مباشرتها في إطار الاحترام التام للانتداب الذي بموجبه تم نشر التجريدة المغربية وفي تطابق تام مع مدونة السلوك الخاصة بالقبعات الزرق.
وأوضح أنه "وعيا منها بأن نجاعة عملية حفظ السلم لا تقتصر فقط على البعد العسكري البحث وإنما تعتمد أيضا على الجانب الإنساني، فإن التجريدة ال21 للقوات المسلحة الملكية سخرت كل إمكانياتها لتقديم كل الدعم الممكن من أجل تحسين ظروف عيش الساكنة المتواجدة في المنطقة التي تقع تحت مسؤوليتها.
وخلص إلى أنه في إطار عملياتها المدنية العسكرية قامت التجريدة ال21 للقوات المسلحة الملكية بتوزيع حوالي 1000 طن من الماء الصالح للشرب و180 دفعة من اللوازم المدرسية و15 جائزة، إضافة إلى تجهيزات رياضية لفائدة الأحياء والجمعيات الرياضية.