هذه الصورة لشخصية شعبية عريقة بصمت تاريخ الفن بالمغرب، بالأصابع العشرة في مجال الموسيقى الثراتية.. إنه بكل بساطة الحاج الحسين التولالي أيام الشباب وموضة الذبانة، وقتها كان يمتهن مهنة بيع الورد قبل الشهرة التي حققها في ميدان الملحون ليصبح أيقونة ورمز هذا الفن الأصيل بالمغرب والوطن العربي، فمن هو هذا الهرم الفني؟ حياة الحاج الحسين التولالي
ولد الحاج الحسين التولالي سنة 1924 بمكناس في حي تولال، ليصبح بعدها من أبرز الذين يمثلون فن الملحون في المغرب الأقصى. بعد ذلك أنشأ الحاج حسين التولالي رحمه الله مدرسة خاصة لتدريس الملحون بهدف المحافظة عليه من الاندثار أمام غزو الفن الغربي واختلاط الأنماط الموسيقيّة، وقد قام بتكرّيس كل حياته وإمكاناته لخدمة هذا الهدف، محاولا تجميع "القصيدة" من شيوخ أهل الذكر في تلك الفترة.
ترك الحاج الحسين التولالي مهنته الأصلية كبائع ورود بسوق الجملة لمدينة فاس ليقوم بالتوجه إلى دراسة الموسيقى الأندلسية في المعهد الوطني للموسيقى بدار جاما.
تعدت شهرة الحاج الحسين التولالي المغرب إلى فرنسا حيث غنى في المعهد العربي بباريس فشد الجمهور وسحره بجمال صوته ورقة أحاسيسه. بعدها انضم الحاج حسين التولالي إلى أوركسترا مولاي أحمد مدغري وقدّم معها عدّة عروض واستفاد من تجربتهم، بعث مجموعته الخاصة "أوركسترا مكناس لموسيقى الملحون" بالتعاون مع الفنان محمد مربوح، محمد العولي وأحمد عقومي.
توفي الحاج الحسين التولالي في 7 ديسمبر 1998 في مكناس عن عمر يناهز 74 سنة، مخلفا إرثا ثقافيا وفنيا واسعا.
أصدر الحاج الحسين التولالي مجموعة من الأشرطة ضمّنها عدد من أغانيه التي شدّت إليها جمهور المستمعين ومن أشهر أشرطته نذكر، "الطرب الخالد"، روائع الملحون"، "ملحون مكناس"، "قصائد الملحون".