الحسين التولالي رائد الملحون المغربي، أحد كبار فن القول الدارج، من مواليد منطقة تولال سنة 1924 بدوار الخلط ضاحية مدينة مكناس، عاش طفولته في أسرة قروية تشتغل بزراعة الورد، وكان هو مزارعا متمكنا في زراعة الورد، واجتذ بته الموسيقى وهو في ريعان شبابه، كان يحفظ قصائد الملحون عن طريق الإصغاء لأنه لم يكن يحسن القراءة والكتابة، ومع ذلك استطاع أن يكون فصيحا في الإنشاد. تمكن من اقتفاء أثر سيدي قدور العلمي، وغيره.. كان يتنقل من منطقة إلى أخرى ليحضر جلسات الملحون. في سنة 1958 انضم إلى جوق مولاي أحمد المدغري للموسيقى الأندلسية، وأصبح يرافقه في جوقه. برع التولالي في إنشاد قصائد الملحون مثل عبد الكريم كنون ومحمد بوستة سويط ومحمد دلال والحسين غزالي وعبد الله الرمضاني وسعيد كنون وأخرون ... الحسين التولالي أول من درس الملحون بشكل علمي بمدينة مكناس في المعهد التابع لوزارة الشؤون الثقافية أنذاك، وتتلمذ على يديه مجموعة من خيرة العازفين على آله العود. ومن بين القصائد التي أبدع فيها قصيدة: "الحراز" و"غيثة" و "الدمليج" و"عاري عليك " و"الشهدة" ، ثم قصيدته الشهيرة "فاطمة". استطاع الحسين التولالي أن يحول مساره الحافل بالعطاء، إلى مدرسة قائمة الذات في فن الملحون، كان لها الفضل في تألق العديد من النجوم... عاش السنوات الأخيرة من عمره في ظروف صعبة، على إثر مرض ألزمه الفراش، إلى أن انتقل إلى جوار ربه يوم 7 دجنبر 1998، بمنزله بدرب الجنان بالصباغين بمدينة مكناس.