قال أحمد رضا بنشمسي، المدير السابق لمجلة تيل كيل، في تصريح صحفي لإذاعة فرنسا الدولية تعليقا على الهجوم الذي شنه إرهابيون على جريدة شارلي إيبدو الساخرة، إنه يشعر بالغثيان لما يسمع أن الإرهاب ناتج عن الفهم الخاطئ للإسلام ولكن الإرهاب ناتج عن الإسلام نفسه. لم نكن نعرف أن بنشمسي، العميل البسيط لكل من يعطي الدولار، أصبح عالما في اللاهوت، ويفهم في الأديان، ويعرف الدين المسالم من الدين الإرهابي، لكنه لا يربط بتاتا بين اليهودية والممارسات العنصرية والهمجية لإسرائيل، ولا يستطيع أن يفتح فمه بالحديث عن الصهيونية المسيحية، التي تتحكم في صناعة القرار بالولايات المتحدةالأمريكية التي يعيش فيها.
ليس مهما أن يقول بنشمسي إن الإسلام دين إرهابي، فالكثيرون يشتمون ويسبون الإسلام. وهؤلاء هم من يقولون إنهم علمانيون، فهؤلاء هم الذين شوهوا العلمانية، التي توقر الأديان كافة ولا تسخر من عقائد الناس، وكل القوانين تحرم الإساءة للأديان وربط الإسلام بالإرهاب هو إساءة لعقائد المسلمين.
ليس بنشمسي سوى نقطة في بحر تحقير الأديان، وبالتالي فإن تصريحه لا يمثل شيئا. لكن الخوف على بنشمسي نفسه، لأنه يريد أن يتجاهل وجود حمقى ومجانين من داخل المسلمين، الذين يطبقون قوانينهم وليس قوانين الدولة.
فالحق في أن تعتقد بما تشاء وترفض الدين لا يمنحك الحق في شتم عقائد الآخرين، وهذا المبدأ الذي تواضعت عليه البشرية.
يمكن أن يناقش الإنسان علاقة الإسلام بالإرهاب، ولكن على أساس أن يكون عالم لاهوت متخصص في الأديان، وليس صحفيا بسيطا تدفعه الأموال التي يحصل عليها إلى نشر ملفات عن حق الشواذ جنسيا وعن وكالي رمضان، متجاوزا خطورة ما يمكن أن يشكله ذلك اجتماعيا.
فعلماء لاهوت مسيحيون مثل الأب جوزيبي كلاستون المتخصص في الثقافة الإسلامية، يفرقون بين الإسلام والإرهاب، باعتبار هذا الأخير هو قراءة خارجية للنص بينما أصل الدين في الآية الكريمة وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.