أكد وزير الداخلية، محمد حصاد، اليوم الثلاثاء، أنه تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، تعبأت جميع المصالح (القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني والوقاية المدنية والقوات المساعدة...)، وبشكل شامل، لمواجهة الأحوال الجوية الاستثنائية التي شهدتها عدة مناطق بجنوب شرق المملكة، الأسبوع الماضي، والتي نجمت عنها خسائر في الأرواح والممتلكات والبنيات التحتية. وبعد أن قدم التعازي باسم الحكومة لأسر الضحايا، أوضح السيد حصاد في معرض رده على سؤال آني بمجلس النواب، أنه تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، فقد كانت هناك تعبئة شاملة لكافة المصالح لمواجهة هذه الوضعية، والتي تم وضعها في حالة تأهب قصوى، وبدون استثناء، وتحت إشراف الولاة والعمال في إطار المراكز القيادية الاقليمية والجهوية، التي تضم المصالح المعنية كلها، وبتنسيق مع مركز القيادة المركزي الذي يشتغل لمدة أربعة وعشرين ساعة".
وأضاف الوزير، الذي كان يرد على اسئلة آنية حول الفيضانات الأخيرة، تقدمت بها فرق التجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية والاستقلال للوحدة والتعادلية والفريق الاشتراكي والتقدم الديمقراطي والأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري، أنه بفضل هذه التعبة، وعلى الرغم من تسجيل 36 حالة وفاة، فقد تم إنقاذ 432 شخصا من الغرق، كانوا في وضعيات خطيرة جدا، 94 منهم تم إنقاذهم بواسطة مروحيات تجندت بأمر من جلالة الملك، لكي تساهم في عملية الانقاذ.
وبالنسبة للطرق، فقد كان الهاجس الأول -حسب السيد حصاد- يتمثل في فتح الطرق التي غمرتها المياه، بحيث تم تسجيل حوالي 150 تدخلا في الأيام الثلاثة الأولى، مضيفا أن الخسائر "ستكون مهمة، وأن العمل لا زال جاريا لحصر الخسائر على مستوى الطرق، في انتظار أن يقدم وزير التجهيز المعطيات والاجراءات التي سيتم اتخذاها".
وأوضح، في هذا السياق، أن "ثلاث طرق كبيرة لازالت مقطوعة ويتطلب الامر ثلاث او أربعة أيام، ونفس الشيء بالنسبة للطريق الرابطة بين طاطا وفم ازكيد وكذا الطريق الرابطة بين السمارة والساقية الحمراء"، مشيرا إلى أنه بالنسبة للكهرباء، فالأسر التي عانت من انقطاع التيار الكهربائي بلغت 20 ألف أسرة لازالت 4 آلاف منها إلى اليوم بدون كهرباء.
وقال إنه وقع 170 تدخلا لإعادة الكهرباء للمنازل كما تم إنزال بعض المساعدات بواسطة المروحيات التي "لازالت بعضها إلى حدود الساعة تمون بعض الدواوير بإقليمي الحوز وورزازات" .
وأشار إلى أنه بالرغم من كل هذه المجهودات والاحتياطات، فقد "كانت الخسائر مهمة جدا، خاصة في ما يخص الأرواح البشرية"، موضحا أنه بالرغم من قوة التساقطات المطرية بين يوم الخميس وإلى حدود يوم السبت الماضيين "لم يتم تسجيل، والحمد لله، سوى حالتي وفاة ومفقودين اثنين".
وأضاف السيد حصاد "لكن مع الأسف أن الفاجعة الاولى تمت يوم السبت ليلا ابتداء من الساعة العاشرة، بحيث كانت حافلة صغيرة للنقل العمومي تقل 15 شخصا وتعمد صاحبها المرور من مكان مغمور بالمياه، فدخل الوادي والنتيجة أنه تم تسجيل 14 حالة وفاة، أغلبيتهم، حسب المعطيات المتوفرة، نساء كن متوجهات إلى عرس".
وأبرز أنه في يوم الاحد على الساعة العاشرة صباحا، وبينما السلطات المحلية والدرك الملكي متواجدان بعين المكان، فقد تعمدت ثلاث سيارات أجرة المرور دون أن تأخذ الانذار بعين الاعتبار، مما تسبب في خسائر بشرية.
وبالنسبة للخسائر المادية، قال السيد حصاد إن 150 بيتا طينيا تهدمت، في حين أنه لم يتم لحد الان الوقوف على حجم الخسائر بالنسبة للماشية والفلاحية، على اعتبار أن المعطيات غير متوفرة.
وأكد حصاد بأن حجم التساقطات المطرية التي عرفتها المناطق المعنية كانت استثنائية بكل المقاييس، إذ خلال أربعة أيام (من يوم الخميس إلى يوم الاحد) تم بمدينة كلميم تسجيل 140 ملم بأكادير و110 ملم وبسيدي افني و90 ملم و بتيزنيت 80 ملم وبالعيون 70 ملم، موضحا انه تم في المناطق الجبلية تسجيل تساقطات مطرية كبيرة وصلت بمنطقة إغرم نكدال بوارززات 340 ملم خلال اربعة ايام، وبمنطقة ستي فاطمة بالحوز 415ملم.
وأشار إلى أن نسبة التساقطات المطرية التي ساهمت في ارتفاع منسوب المياه كانت جد قوية، مذكرا بأن ما سجلته كلميم مثلا في 2002 لم يتجاوز 70 ملم ما بين فاتح و20 نونبر.
وذكر حصاد أن التساقطات المطرية لم تكن مفاجئة "بحيث أن مصالح الارصاد الجوية أصدرت نشرة يوم الاربعاء بنزول تساقطات عاصفية مهمة وحددت مناطقها، وهذا الانذار تم إبلاغه للعموم بواسطة الإذاعة والتلفزيون ووسائل أخرى طبعا".
وحمل حصاد بعض السائقين المسؤولية ل"كونهم لم يأخذوا الاحتياطات اللازمة ولم يمتثلوا لإنذارات السلطات المحلية والدرك الملكي"، متوجها بالخصوص بالنداء لأصحاب النقل العمومي لكي لا يخاطروا بحياة الناس، لأن "الوفيات التي تم تسجيلها كلها كانت على متن وسائل النقل العمومي" .
وبعد أن أكد أن الفيضانات التي وقعت لا يجب أن تكون موضوع مزايدات من طرف أي كان، أبرز أنه كيف ما كانت إمكانيات فرق الإنقاذ "فلا يمكن ان تتدخل في اي وقت (...) فالمروحيات كانت متواجدة يومي السبت والاحد، ولكن لم يكن بإمكانها الطيران بالنظر لسوء الاحوال الجوية"، مشددا على ضرورة "أخذ الاحتياطات اللازمة من قبل المواطنين والسائقين" لتفادي الخسائر البشرية.
وتوجه حصاد بالتحية لكل المصالح التي "تجندت ليل نهار للحفاظ على سلامة الاشخاص والممتلكات، وبصفة خاصة الوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية والامن الوطني والقوات المساعدة والسلطات المحلية، وكذا المنتخبين الذين كانوا مجندين في هذه المناسبة" .