شارك نحو 300 ضابط شرطة جزائري في مسيرة في الجزائر العاصمة، اليوم الثلاثاء، في احتجاج علني نادر من جانب قوات الامن لإظهار تضامنهم مع مظاهرة للشرطة بشأن أحوال العمل وأعمال الشغب في مدينة غرداية. وإذا كانت الاحتجاجات التي يقوم بها موظفون عموميون شائعة في الجزائر، إلا ان قوات الامن نادرا ما تنظم احتجاجات في الشارع وهو ما يعتبره البعض إيذانا لحراك ستعرفه الجزائر في المستقبل، خاصة ان بعض الشعارات المرفوعة من طرف المتظاهرين تطالب برحيل المدير العام للأمن الوطني، الجنرال عبد الغني هامل..
وتعتبر هذه الاحتجاجات الأولى من نوعها في الجزائر، حيث أثارت تخوف وذعر الأوساط الشعبية والرسمية في البلاد.
ويرى مراقبون أنها "توحي بأن الأمر ليس عفويا، وإنما تحركه أطراف ضمن الحراك الحاصل في البلاد مع ارتفاع أصوات المطالبين بضرورة رحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن الحكم".
وقام الضباط وهم من وحدة مكافحة الشغب بمسيرة بزيهم الازرق نحو منطقة بوسط المدينة حسبما ذكر مراسل لرويترز في مكان الاحتجاج.
ونزل ضباط الشرطة بالفعل إلى الشوارع في بلدة غرداية الصحراوية في جنوبالجزائر أمس الاثنين للتظاهر بعد اشتباكات في المنطقة بين العرب والامازيغ.
وذكرت وكالة الانباء الجزائرية ووسائل اعلام محلية أن اعمال شغب اندلعت بين الجانبين قرب غرداية حيث قتل اثنان واحترقت العديد من المحال التجارية.
يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها الجزائر حركة احتجاجية لرجال الشرطة منذ الاستقلال، ويحظر القانون على رجال الأسلاك النظامية القيام بحركات احتجاجية أو إضراب. وكان رجال الشرطة قد طالبوا قبل سنوات بإنشاء نقابة لهم، تتيح لهم رفع مطالبهم وتنظيم حراكهم الاجتماعي، لكن السلطات رفضت هذا المطلب بشكل قطعي.
رفع المتظاهرون شعارات تطالب برحيل مدير الامن الوطني عبد الغني الهامل