قال مصدر طبي ليبي إن ما لا يقل عن 12 جنديا ليبياً قتلوا وأصيب 45 آخرون، أمس الجمعة، في اشتباكات جديدة قرب مطار مدينة بنغازي شرقي البلاد بين مسلحين إسلاميين وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وقال محمد الحجازي المتحدث باسم حفتر، حسب ما اوردته وكالة رويترز، إنه تم وقف هجوم للمسلحين الإسلاميين على مطار بنينا الواقع خارج المدينة بمساعدة الطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر، مضيفا أن المسلحين يحاولون السيطرة على المطار "لكنهم لن يسمح لهم بذلك".
وكانت طائرة حربية تابعة لقوات حفتر قصفت أمس محيط تمركز مقاتلي "مجلس شورى ثوار بنغازي" الذي يسيطر على مناطق واسعة في بنغازي، ردا على مقتل وجرح العشرات في مواجهات أعقبت تفجيرات نفذتها الخميس قوات المجلس.
وأفاد مراسل الجزيرة في بنغازي، نقلا عن مصادر محلية، بأن طائرة حربية من طراز "ميغ23" قصفت محيط تمركز مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي في منطقتي بنينا وسيدي فرج، دون أن يسفر القصف عن أي أضرار.
ونقل المراسل عن مصادر في مستشفى منطقة الأبيار ومستشفى مدينة المرج أن الخسائر -التي تكبدتها قوات حفتر خلال مواجهتها مع قوات مجلس شورى ثوار بنغازي الخميس- بلغت 65 قتيلا ونحو 120 جريحا. وقالت مصادر في المجلس إن خسائر قواته بلغت ثمانية قتلى و11 جريحا -إصابة أحدهم بالغة- وهو أحد قياديي المجلس.
وأعلن مقاتلو المجلس تنفيذهم الخميس خمس عمليات تفجيرية في محيط منطقة بنينا التي تحتوي على مطار بنينا الدولي.
وتبع التفجيرات تقدم لقوات مجلس شورى ثوار بنغازي، ثم دارت معارك عنيفة في مختلف أحياء منطقة بنينا وفي محيط مطارها، وشهدت استخدام قوات حفتر السلاح الجوي والمدفعية.
ويأتي ذلك في وقت قال فيه مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا بيرنارديو ليون إن الأطراف المتقاتلة اتفقت على الدخول في عملية سياسية لإنهاء الأزمة في البلاد. وأضاف ليون أن الجهة التي لا تلتزم بوقف إطلاق النار ستفرض عليها عقوبات.
وسبق أن هدد مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على من قال إنهم يهددون السلام والاستقرار في ليبيا، في خطوة ترمي إلى ترسيخ الحوار بين أطراف الأزمة برعاية الأممالمتحدة والذي سيستأنف بعد عيد الأضحى.
يشار إلى أن بنغازي تشهد منذ يوليو الماضي معارك يومية بين مقاتلي مجلس ثوار بنغازي -الذين باتوا يسيطرون على القسم الأكبر من المدينة- والقوات الموالية لحفتر.
ويقود حفتر منذ 16 مايو الماضي حملة عسكرية باسم "عملية الكرامة" تهدف -حسب قوله- إلى "اجتثاث الإرهاب" في ليبيا، لكنه وجد نفسه في مواجهة ائتلاف كتائب الثوار، وخصوصا أعضاء جماعة أنصار الشريعة الذين شكلوا عقب الحملة مجلسهم المسمى مجلس "شورى ثوار بنغازي".