طرح مجلس الحكماء والشورى في ليبيا مبادرة لتسوية الصراع العسكري الدائر في البلاد تشمل إعلان طرابلس وبنغازي مدينتين خاليتين من مظاهر التسلح، حسبما قالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية. وتشهد ليبيا تصعيدا منذ شهر تقريبا بين الفصائل المتناحرة، ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات وإجبار عدد من الدول على إجلاء دبلوماسييها ومواطنيها. روابط ذات صلةاللواء حفتر يعترف بانسحاب قواته "تكتيكيا" من بنغازيميليشيات ليبية تقول إنها تسيطر على بنغازيالقتال في ليبيا: تونس تلوح باغلاق حدودها والصين تجلي المئات من رعاياهاموضوعات ذات صلةليبيا، سياسة وبحسب الوكالة الرسمية، فإن مبادرة مجلس الحكماء نصت على "إيقاف إطلاق النار من جميع الأطراف المتنازعة" ليتمكن المجلس من الحوار مع هذه الأطراف كافة. ويهدف الحوار إلى التوصل إلى حلول تضمن بسط سيطرة الدولة وضمان هيبتها وتسليم كل المواقع التابعة للدولة إلى جهات الاختصاص المتمثلة فى وزارة الداخلية والجمارك والموانئ وتسليم المعسكرات لرئاسة الأركان. وتتضمن المبادرة، التي طرحت الخميس، إعلان بنغازى وطرابلس مدينتين خاليتين من مظاهر التسلح، مع تحديد إطار زمني لتنفيذ بنود هذة المبادرة بالتزامن مع تسليم المواقع من الأطراف المتنازعة. وتشمل نصوص المبادرة وقف جميع الحملات الاعلامية التي تطلقها القنوات التابعة للأطراف المتنازعة اعتبارا من إعلان المبادرة. العاصمة طرابلس شهدت مظاهرات تدعو لمواجهة الميليشيات المسلحة. وكان اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر أعلن أن قواته انسحبت "تكتيكيا" من بعض مواقعها في مدينة بنغازي، شرقي ليبيا. ونفى أن تكون الميليشيات الليبية قد سيطرت على بنغازي، ثاني أكبر مدينة في ليبيا. ونقلت تقارير عن حفتر قوله إن ما وصفه بادعاء الميلشيات الليبية سيطرتها على مدينة بنغازي "محض أكاذيب وافتراء". ووصف انسحاب قواته من بعض مواقع تمركزها ب"الموقف التكتيكي تمهيدا لمزيد من المعارك". "القوة الوحيدة على الأرض"وتقاتل الميليشيات القوات الموالية لحفتر، الذي يشن حملة يقول إنها تستهدف التخلص من الميليشيات المتطرفة والإرهابيين. وتنتمي الميليشيات التي تسيطر على بنغازي إلى مظلة عامة تسمى "مجلس شورى ثوار بنغازي" وتنضوي تحتها ميليشيات مختلفة. في ذات الوقت، بلغ عدد قتلى الاشتباكات المسلحة التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس ومدينة بنغازي شرق البلاد 179 وفق حصيلة أعلنتها وزارة الصحة الليبية أول أمس الاربعاء. وأفادت الوزارة ان عدد الجرحى في هذه المواجهات المسلحة بلغ 741 مشيرة الى ان الحصيلة المعلنة تستند الى التقارير الواردة من مستشتفيات مدينة طرابلس (102 قتيل و 452 جريحا) ومركز بنغازي الطبي( 289 قتيلا و77 جريحا). وفي سياق متصل، ذكر رئيس فرع جمعية الهلال الاحمر الليبي ببنغازى قيس الفاخرى أنه تم انتشال 35 جثة ملقاة بمنطقة (بوعطني) التي شهدت لعدة أيام اشتباكات عنيفة بين القوات الخاصة بالجيش الليبي (الصاعقة) وعناصر مسلحة تابعة لما يسمى (مجلس شورى ثوار بنغازي). وذكر الفاخري في تصريح صحفي أن متطوعي الهلال الاحمر الليبي لازالوا يواصلون عملهم بالمنطقة المذكورة مناشدا "الجهات المسئولة بالمدينة بضرورة الاسراع بمد يد العون والمساعدة بتوفير وسائل نقل لاإنتشال الجثت لنقلها الى مركز بنغازى الطبى" . وتواصلت الاشتباكات العنيفة بالعاصمة الليبية اليوم الخميس بشكل أكثر ضراوة حيث سمع دويها في مختلف أرجاء طرابلس واجبرت الاهالي على النزوح في اتجاه المناطق الشرقية فيما تواصل تدفق الآلاف من الاسر الليبية والجاليات الاجنبية على تونس عبر المنفذ الحدودي البري راس اجدير. واحتجاجا على هذه الاوضاع الامنية المتردية التي شلت مختلف مظاهر الحياة بطرابلس خرجت مظاهرات في العديد من الاحياء منها سوق الجعة فشلوم تاجوراء غرغارش مطالبة بوقف الاقتتال والجنوح الى الخيارت السلمية في فض الخلافات بين الاطراف المتصارعة.