كثرت هذه الأيام الاعتداءات الجنسية وبالخصوص على القاصرين والقاصرات من أبناء إقليم تاوريرت بولاية وجدة بالجهة الشرقية، ولربما في عدد من حواضر وبوادي المملكة، التي تهتز بين الفينة والأخرى لفضائح من هذا النوع.
والغريب في الأمر أن من بعض مقترفي هذه الأفعال الجنسية من المتزوجين واليافعين، وليسوا من المختلين عقليا كما عهدنا سماعه من بعض الأشخاص أثناءوقوع بعض الحوادث والحالات التي تشهدها عاصمة الإقليم وضواحيها.
وبمدينة العيون الشرقية وتحديدا بسيدي ملوك الفتية الهادئة، هي الأخرى اهتز سكانها عامة وسكان حي عين لحجر خاصة على اثر أفعال شنيعة كان يقترفها شخص في عقده الخامس، ينحدر من مدينة تاوريرت والملقب ب «السرطان» في حق أبرياء قاصرين، حيث كان يستقطبهم لاستغلالهم بدون رحمة ولا شفقة في أعمال التسول والاعتداء عليهم جنسيا عن طريق تخديرهم.
وحسب مصدر أمني بمدينة العيون الشرقية فإن الشخص الذي يكتري مرأبا "كراج" بحي عين لحجر كان يستدرج ليلا القاصرين وأطفال - المشردين لإشباع مكبوتاته الجنسية بطريقة حيوانية بعد تخديرهم بأقراص طبية من نوع «نوردوز».
وقد انكشف سيناريو هذه الواقعة المثيرة حينما توجه طفل مشرد يبلغ من العمر 16، ينحدر من منطقة تانديت بضواحي ميسور، إلى مقر مفوضية الشرطة بمدينة العيون ، حيث صرح بكل عفوية وتلقائية لرجال الأمن أن أحد الأشخاص حاول الاعتداء عليه جنسيا بعد أن استقطبه من مدينة الناضور بغرض التسول وعند رفضه الخضوع لنزواته ضربه بحجر على مستوى الرأس. وبعد تلقي مصالح الأمن المحلية شكاية الضحية وإخبار ممثل النيابة العامة بالأمر توجه عناصر الشرطة القضائية إلى المرأب، الذي يكتريه المتهم بحي عين لحجر، وتم إلقاء القبض عليه وبرفقته طفل ينحدر من مدينة عين تاوجطات بناحية مكناس، والذي ظل يستغله الشاذ طيلة ثلاث سنوات للتسول بمختلف مدن الجهة الشرقية، مدعيا انه ابنه لكسب عطف وود المواطنين. وبعد تعميق البحث مع الحدث الأخيرأكد لعناصر الشرطة القضائية بأن المتهم ظل يستغله طيلة ثلاث سنوات في مجال التسول وممارسة الجنس عليه بعد تخديره بأقراص طبية من نوع »نوردوز«.
وأحيل المتهم على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستيناف بوجدة بتهمة هتك عرض قاصر بالعنف، ومحاولة هتك عرض قاصر بالقوة، واستغلال أطفال في وضعية صعبة، وحيازة المخدرات ، حيث إنه بعد استنطاقه أحيل على قاضي التحقيق بنفس المحكمة، ولا يستبعد أن يكشف التحقيق عن حالات أخرى من ضحايا هذا الاعتداء الوحشي والاستغلال الهمجي للطفولة.
وللإشارة فإن وتيرة الإجرام والاعتداءات تبقى مستمرة ارتباطا بالأوضاع الثقافية والاجتماعية والاقتصادية المتردية والتي تتدهور يوما بعد يوم، وفي غياب معالجة فعالة تستأصل الداء من جذوره، كما أن البحث بشأن جرائم سابقة وقعت بتاوريرت وضواحيها بقي بدون نتيجة، الشيء الذي يطرح عدة تساؤلات واستفهامات.