فجأة يلوح أمامهم شبح طفل بملابس رثة، والدماء تسيل على وجهه المتسخ. - مالك آولدي .. آش عندك ؟!! ليفاجئ عناصر الشرطة، والدموع تنهمر من عينيه، بكلمات مخنوقة وبصوت مبحوح، بما يجيش في صدره.كلمات مبهمة وغامضة .. «راه كان كيدير ليا..» ! - كيفاش .. غير تكلم راك قدام لبوليس ؟!! عقد حاجبيه فجأة، وهو يحاول أن يصف ما وقع عليه بصره، بعيدا عن محض الخيالات التي صورها له ذهنه، خلال إحدى الليالي المعتمة. - كان كيتكرفس عليا بالليل !!!. اعتراف صادم وقع على أسماعهم، ليسترسل بعده الطفل / الضحية (16 عاما)، في وصف المجرم، ومسرح جريمته النكراء، حيث اعترف الطفل المنحدر من «ميسور»، أنه بعدما رفض الإذعان لرغبات المسن، فاجأه هذا الأخير بضربة حجر على مستوى الرأس. معطيات متناهية لم تترك لرجال مفوضية الشرطة بمدينة العيونالشرقية، بدا من التحرك لمحاصرة ذئب بشري يستفرد بالأطفال المشردين، لإشباع نزاوته الجنسية الشاذة، وعلى الفور بعد إخبار النيابة العامة، توجهوا إلى “كراج”، كان المتهم يكتريه بحي “عين الحجر”، حيث تم إلقاء القبض عليه، و برفقته طفل قاصر ! تبين بعد مباشرة التحقيق معه، على أنه ينحدر من نواحي «مكناس»، ظل يعيش على يوميات الاستغلال البشع، طيلة ثلاث سنوات، بمختلف مدن الجهة الشرقية. وبعد تعميق البحث، ومحاصرة القاصر بمجموعة من الأسئلة، تبين أن المتهم (58 سنة)، ظل طيلة المدة المذكورة يستغله في التسول نهارا، وممارسة الجنس عليه ليلا بعد تخديره بأقراص «نورداز»، بينما كشفت التحريات أن الأمر يمكن أن يتجاوز المحاولتين المعزولتين، إلى العديد من عمليات هتك العرض التي طالت العديد من الأطفال المشردين بالمدينة، وآثروا عدم الكشف عنها درء للفضيحة. تمت إحالة المتهم يوم الجمعة الأخير، وهو من ذوي السوابق العدلية في قضايا الاغتصاب والتحرش الجنسي، ومهنته بحار، ينحدر من مدينة «تاوريرت»، على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بوجدة من أجل «هتك عرض قاصر بالعنف ومحاولة هتك عرض آخر بالقوة واستغلال أطفال في وضعية صعبة وحيازة المخدارت»، والملف لايزال مفتوحا على الكثير من التفاصيل.