تصر الجارة الجزائر، التي تزعم أنه لا علاقة لها بنزاع الصحراء، على تنظيم دورات تدريب لانفصاليي الداخل، إذ أصبحت تنظم لهم جامعة صيفية سنويا، بولاية بومرداس، "وي اريت " كانت جامعة بالمفهوم التثقيفي، ولكنها جامعة لمصائب التحريض، وتكوين "دواعش" من نوع آخر، أي سلفية الماركسية اللينينية، وليتها استفادت من المنهج العلمي الماركسي، لكنها تعلمهم سخافات القرن الماضي وثقافة الستينات، التي هي بالمقارنة مع التطور التاريخي تمثل ثقافة العصور الوسطى أو ثقافة المغارات. فهل من لمفيد اليوم الثقيف عن طريق أسلوب الجنيرال جياب وماو وغيفارا الذين ولدتهم ظروفهم، التي ماتت بموتهم؟
وكانت المفاجأة كبيرة عند عودة هؤلاء إلى مطار الحسن الأول بالعيون، إذ لم تعثر لديهم الجمارك على كتب علمية، ولا على مستلزمات العيش، ولكن على ألبسة الجيش الجزائري، ومجموعة من الأعلام الجزائرية وأعلام جبهة البوليساريو، وهي دليل ضاف على الخيانة، التي يمارسها هؤلاء، وقد يعتبر هذا عاديا، لكن أن تحجز معهم كتبا للتأطير التحريضي على العنف والتخريب تعود للفكر ( الثوري ) المنقرض والذي هضمته كل الأنظمة الحاكمة في العالم وصنعت له مضادات فتاكة تقضي عليه في المهد ، فهذا يدل دلالة قاطعة على أن البوليساريو قد انتهت مدة صلاحيته ولم يبق له سوى الضحك على ذقون الصحراويين المساجين في مخيمات تندوف .
فحتى لو صدقنا خرافة أن البوليساريو حركة تحررية فهل بمثل هذه الخزعبلات التي أكل الدهر عليها وشرب سيتحرر الصحراويون؟، وبهذا يمكن تصنيف جامعة بومرداس على أنها وكر للفكر البدائي الشبيه بالفكر الداعشي، مع اختلاف في الأصول، فالفكر الحر حطم الأصنام التي قامت عليها الإيديولوجيات المنقرضة.
يعرف الجميع أن حكام الجزائر جربوا استعمال العنف داخل الصحراء المغربية من خلال ما عرف بأحداث اكديم ازيك عام 2010 التي خططت لها المخابرات الجزائرية والتي ذهب ضحيتها 11 رجل أمن مغربي عزل من السلاح واجههم مرتزقة البوليساريو بالسيوف، وقتلوا عددا منهم بدم بارد وتبولوا على جثتهم كالكلاب، ويعرف الجميع أن ذلك كان فخا سقطت فيه مخابرات الجزائر، حيث اعتقدوا أن عنفهم سيقابله عنف مغربي مضاد لكن أُسْقِطَ في يدهم فأصبحوا أضحوكة للعالمين، وكان ذلك بداية انهيار ورقة حقوق الإنسان التي كان يلوح بها البوليساريو، لأن طبيعة التوحش تناقض ثقافة حقوق الإنسان.
واليوم يعود حكام الجزائر مرة أخرى وبالمكشوف لتبني العنف داخل الصحراء وهذا ما ظهر، أما الآتي فيعلمه الله لأن مخلوقات بومرداس زودت عناصر بوليساريو الداخل بآليات من متحفها البئيس ستحاول استعمالها مرة أخرى هذا بالإضافة للأموال الطائلة استعدادا لإثارة القلاقل داخل مدن الصحراء المغربية دون أن ننسى الاستعراضات التي ما فتئت تقوم بها عناصر البوليساريو.
وهنا يطرح السؤال الجوهري: هل دربت الجزائر انفصاليي الداخل على العنف الدموي بشكل يفوق ما وقع في أحداث كديم إزيك؟، هل استفاد الانفصاليون من الطرق الداعشية في القتل؟.