في مقال له تحت عنوان: "البوليساريو ينظف أوساخ بومرداس" سخر الكاتب الجزائري سعيد بوعقبة من المهزلة التي نقلها التلفزون الجزائري وبعض القنوات الخاصة التي وصفها ب "البائسة" لأعضاء "البوليساريو" المشاركين في الجامعة الصيفية التي ينظمها "البوليساريو" ببومرداس وهم يقومون بحملة نظافة في الشواطئ، وتقديم هذه المهزلة وكأنها من "المنجزات العظيمة". وفي ما يلي النص الكامل للمقال: صوّر التلفزيون الجزائري وبعض القنوات الخاصة البائسة، وبثوا صورا لأعضاء الملتقى الوطني للصحراويين المنعقد بولاية بومرداس في إطار الجامعة الصيفية التي تنظمها البوليساريو.. صوروا ضيوف الجزائر في ولاية وبومرداس وهم يقومون بحملة نظافة في شواطئ بومرداس.! أي واللّه.! البوليساريو الضيف عندنا في بومرداس يقوم بتنظيف الشواطئ والإعلام الجزائري والإدارة والحكومة تقدم ذلك للرأي العام على أنه من المنجزات العظيمة لولاية بومرداس ووزارة الداخلية الجزائرية ووزارة الخارجية ووزارة السياحة ووزارة الشباب.! كم تمنيت لو أن البوليساريو (الضيف) نظف ولاية بومرداس من هذه الأوساخ الإدارية التي تحوّل الضيوف إلى عمال نظافة لدى ولاية بومرداس.! أقسم بالله أنني لما رأيت الصور "كرست" وقذفت التلفاز بشبشبة! إلى هذا المستوى من التدني وصل حال الجزائر؟! هل ولاية بومرداس لا تستطيع تنظيف أوساخ شواطئها حتى يأتي البوليساريو لجامعة صيفية وينظفها.! المصيبة أن التلفزة قالت إن أعضاء الجامعة الصيفية للبوليساريو قاموا بتنظيف الشواطئ في بومرداس بنفس الطريقة التي نظفوا بها المخيمات؟! والأشقاء في المغرب لابد أن يرقصوا فرحا حين يرون مثل هذه الأخبار في قنوات البؤس الجزائري.! كان من الواجب أن تنصب الجامعة الصيفية للبوليساريو على مسائل العلاقات الثنائية بين الشعبين وعلى مسائل تطوير الدعم لنضال "الشعب الصحراوي"، وفي أسوأ الحالات تنظيم رحلات سياحية لمعالم سياحية جزائرية وثقافية، لكن المستوى العقلي والمهني لمن أشرفوا على تنظيم هذه الأمور للبوليساريو لم يتجاوز أطر القمامة والأوساخ، ولهذا وجهوا الضيوف إلى مثل هذا النشاط البائس.! تصوروا شخصا يدعو شخصا آخر عزيزا عليه إلى بيته كضيف ثم يكلفه بتنظيف البيت وجمع القمامة ؟! عقلية التصور مع أي شيء حتى ولو كان قمامة هو الذي جعل والي بومرداس يتصور مع ضيوفه وهم يتطوعون لجمع أوساخ شواطئه تحت الرعاية السامية للرئيس بوتفليقة! تماما مثلما تصور غول مع الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة بتوجيهات الرئيس، وتصور سفير الجزائر مع العائلات الجزائرية المنكوبة في غزة ثم إهمالهم في الجزائر؟! أو تصوير مسؤولي الخارجية الجزائرية في اجتماع طهران وهم يطالبون بعقد جمعية عامة للأمم المتحدةوالجزائر عجزت حتى عن إيصال مساعداتها إلى الغزاويين فسلمتها للمصريين دون شروط؟! لو كانت الجزائر دولة أو حتى شبه دولة لأدى ما حدث في بومرداس إلى زلزال بتسع درجات على سلم رشتر يضرب الخارجية والداخلية والسياسة والثقافة والإعلام، ويكون مركز الهزة مكتب والي بومرداس.! ولكن حكومة الفضائح لا تهزها الفضائح حتى ولو كانت بحجم ما حدث في بومرداس.