يعاني سكان دواوير قيادة تنالت، بضواحي اكادير، من تردي الخدمات الطبية وذلك بسبب غياب المستوصفات واضطرار الساكنة إلى الذهاب إلى جماعة "خميس إداو غنيضيف"، التي تغيب فيه بدوره ادنى شروط التطبيب، حسب ما افادنا به بعض السكان من عين المكان.. آخر حادثة تكشف عن معاناة هؤلاء السكان، تلك التي وقعت هذا الاسبوع بدوار "أنامر إساكن" جماعة اكنس قيادة تنالت باشتوكة ايت باها، حيث تعرضت مواطنة للدغة افعى دخلت معها الضحية في حالة غيبوبة، مما اضطر اهلها إلى نقلها إلى مستشفى اكادير، الذي يبعد ب 160 كلم عن القرية، وذلك بعد ان طرقوا بابا المستوصف تنالت ومنه إلى مستشفى خميس إداوغنيضيف، حيث لا احد استقبلهم هناك في غياب اي مداومة، خاصة ان الحادث وقع يوم عطلة الخميس 21 غشت بمناسبة عيد الشباب...
ولاتزال الضحية ترقد في مستشفى اكادير لحد الساعة، فيما افادنا السكان بان مواطنا آخر تعرض للسعة عقرب اضطر معها اهله إلى نقله إلى مدينة اكادير، بعد ان تعذر عليهم تطبيبه في مستوصف "تنالت" بسبب غياب التجهيزات وافتقاره إلى اطر طبية وبمستشفى إداوغنيضيف، الذي يزوره الطبيب الوحيد في المنطقة مرة كل اسبوع، حسب إفادة مصادرنا من عين المكان.. ويتساءل سكان المنطقة عن دور الاستراتيجية الوطنية لمكافحة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، وان هو شعار تعزيز التكفل الطبي بحالات التسمم انطلاقا من المراكز الصحية إلى مصالح الإنعاش بالمستشفيات الإقليمية والجهوية والمستشفيات الجامعية حسب خطورة الحالات، التي اعلنت عنها الصيف الماضي وزارة الصحة، والتي اشارت خلالها إلى أن هذه المصالح تتوفر على كميات كافية من الأمصال المضادة للدغات الأفاعي.
تجدر الاشارة إلى ان المغرب يعرف تسجيل 30 ألف حالة إصابة ناتجة عن لسعات العقارب كل سنة، 10 في المائة منها فقط تؤدي إلى تسممات تستوجب التكفل داخل مصالح الإنعاش بالمستشفيات دون الحاجة إلى استعمال الأمصال المضادة للتسممات بالعقارب، حيث تتوفر المصالح الاستشفائية والمستعجلات وأقسام الإنعاش على رزمانة العلاج المستعجل لأعراض اضطرابات القلب والشرايين والجهاز التنفسي والعصبي الناتجة عن هذه التسممات، حسب ارقام وزارة الصحة السنة الماضية..
وكانت الوزارة قد اشارت بهذا الصدد انه بفضل الاستراتيجية الوطنية، انخفضت نسبة الوفيات من 6 حالات وفاة إلى 1,5 حالة وفاة في كل ألف حالة إصابة ما بين 2001 و2012 ، فيما تسجل كل سنة ما بين 150 و200 حالة إصابة ناتجة عن لدغات الأفاعي تستدعي 30% إلى 50% منها التكفل بالمستشفيات...