اعتبر بيتر فام، مدير مركز إفريقيا التابع ل(أطلانتيك كاونسيل)، وريكاردو روني لاريمونت، العضو البارز غير المقيم بالمركز ذاته، وأستاذ العلوم السياسية والاجتماعية بجامعة بنغهامتون، أن الشراكة القائمة بين المغرب والولاياتالمتحدة، ولا سيما في إطار التعاون الثلاثي الأطراف، من شأنها تشجيع وتعزيز بيئة مواتية لفرص الأعمال في إفريقيا، وذلك في احترام تام لشروط التنمية المستدامة والمتضامنة. وأبرز فام ولاريمونت، في دراسة تحليلية بعنوان (إقلاع المغرب قاعدة مركزية للأعمال بإفريقيا)، أن "واشنطن بإمكانها أن تستفيد، في هذا السياق، من المزايا التي يتمتع بها المغرب، البلد الذي انخرط تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في إصلاحات إيجابية تجمع بين العنصرين البشري والاقتصادي، في إطار مقاربة تنموية على جميع الأصعدة، لتعزيز انخراط الولاياتالمتحدة في إفريقيا".
وبعد أن ذكرا بأن المملكة تعتبر حليفا "تاريخيا" للولايات المتحدة، أشارا إلى أن المغرب أصبح اليوم "قوة إقليمية صاعدة في قارة تكتسي أهمية استراتيجية قصوى"، مشددين على أنه "من مصلحة واشنطن تعميق شراكتها الاقتصادية والتجارية، وكذا الأمنيية مع المملكة".
وسجلت الدراسة أن المغرب يتميز، في إطار استراتيجيته الإفريقية، ب"تراث سوسيو ثقافي فريد من نوعه، يمتد بين العالمين العربي والأوروبي، وجنوب الصحراء، وكذا بعلاقات تجارية وثقافية قوية مع هذه المناطق، وهي كلها عوامل تجعل المملكة جسرا للدبلوماسية الاقتصادية للولايات المتحدة في إفريقيا".
وفي هذا السياق، أبرزت الدراسة أن جلالة الملك قدم خلال جولاته المتعددة في إفريقيا، والخطب التي ألقاها بمناسبة انعقاد منتديات دولية حول التنمية الاقتصادية في القارة، "رؤية واضحة عن التزامه بتحقيق التنمية في هذا الجزء من العالم"، داعيا على الخصوص إلى تعاون ثلاثي الأطراف يروم وضع استراتيجيات مستدامة ترتكز على المواهب والموارد الإقليمية".