لما قرر أهل المنطق أن يكون للنقد قواعد ومداخل ومخارج ومعايير فذلك من أجل تفادي البهتان والكذب، وحتى يكون هناك الأساس الذي يمكن من خلاله تقييم نتائج النقد. فماذا تنتظرون من كتاب يحرره عمر بروكسي، مراسل وكالة الأنباء الفرنسية، وإيناس دال، المراسل السابق في المغرب ويموله مولاي هشام؟ هل يمكن التعويل على كتاب من هذا النوع لمعرفة حقائق عن المغرب؟ الثلاثة المذكورة أسماؤهم أطراف في الصراع ضد المغرب، وهم منخرطون في أوركسترا معروفة اسمها "المغرب خايب"، فالنقد الموضوعي يقتضي الاعتراف بالإيجابيات وإبرازها، وعرض السلبيات والمطالبة باجتنابها، لكن بالنسبة للجوقة المذكورة فالمغرب ليس فيه أي شيء جميل فهو كله سواد.
لقد ذكر موقع أفريك أنفو أن بروكسي ودال اتفقا على إصدار كتاب ينتقد الملكية في المغرب، مشيرا إلى أن الأمير مولاي هشام تكفل بدعم المشروع، بمعنى طباعته وتوزيعه. فمولاي هشام يشعر بالغبن كون كتابه يوميات أمير منبوذ، والذي تصر الجوقة على ترجمته بالأمير المبعد، لم يحقق الأهداف المرجوة منه، بل ان دار النشر تكبدت خسائر فادحة، خصوصا أنها طبعت أعدادا كبيرة بقيت مركونة في المكتبات وصرفت أموالا طائلة على الترويج للكتاب دون جدوى، مما دفع الأمير مولاي هشام بإعطاء الأوامر لأحمد بن الصديق عن طريق حسين مجدوبي ليترجم الكتاب وينشره في المواقع الالكترونية والصفحات الاجتماعية.
خيبة الأمل هاته التي يحس بها مولاي هشام هي التي دفعته إلى تمويل المشروع المذكور، عله يعوض به وينفس به عن خسارته الكبرى، ولهذا التقى مع الطرفين، اللذين هما أيضا من جوقة "المغرب خايب".
فعمر بروكسي لم يكتب مقالا موضوعيا في الوكالة التي يشتغل فيها منذ زمان، بل كل مقالاته تعبير عن وجهة نظره ووجهة نظر الجهات التي تسخره لهذا الغرض، وسبق أن تم سحب اعتماده كمراسل لوكالة الأنباء الفرنسية لأنه يروج الإشاعات عن المغرب خلافا لأخلاقيات المهنة.
أما إيناس دال فهو معروف في شوارع الرباط، ومن أراد أن يتأكد أكثر فليسأل عرابه خالد الجامعي، فقد كان دال يكتب مقالات يشوه فيها صورة المغرب دون أن ينشرها، ويترك لصديقه تمرير خبر عنها، ليحصل بعدها على الأموال من قبل إدريس البصري، وزير الدولة في الداخلية الأسبق.
إذن مضامين الكتاب معروفة قبل كتابته وطبعه ونشره، ويمكن من الآن تصور محتيوات الكتاب وفقراته، وستجدونها منسوبة لمصادر مطلعة، وهي ليست سوى المصادر التي يقضي معها بروكسي لياليه بالرباط.