ليس للأمير اصدقاء بل خدَم فقط، هذه هي الحقيقة التي يمكن استنتاجها من خلال قراءة "مذكرات امير منبوذ"، التي اراد لها صاحبها ان تثير ضجة إلا انها ارتدّت في ما يشبه لعبة "البومرونغ" لتصيب الامير ومعه الذين كانوا يعتقدون انهم اصدقاء له، خاصة في مجال الاعلام.. مذكرات الامير او "اساطيره"، وإن كانت لم تأت بجديد، لان جل ما جاء فيها من مضامين سبق لخدّام الامير ان كتبوه على اعمدة صحفهم ومجلاتهم ونشروه في مواقعهم الالكترونية او حتى في مذكراتهم كما هو الشأن بالنسبة لعلي عمار، فإنها على الاقل سمحت للقراء باكتشاف جوقة من الصحفيين الذين فضلوا لعب دور الابواق التي هللت وطبلت للأمير "إزنوكود" وقبلت بكل وضَاعة ان تكون تلك الافواه التي يأكل بها امير الفجل الثوم..
وتنقسم هذه البطانة الصحفية إلى انواع فمنهم من ذكره الامير في "مذكراته" ووصفه ببعض الاوصاف القدحية، وهو ما جعل البعض منهم يشحذ ما تبقى من سيوفه الخشية ليردّ على الامير، ومنهم من تجاهل الامر لكي لا يخسر نِعَم سيده عليه، وهناك فئة اخرى لم يذكرها مولاي هشام العلوي بالاسم وان كان قد ألمح إليها عبر الغمز واللمز وعبر ذكر بعض الصحف والمجلات التي كانوا يمتلكونها او يكتبون فيها، وهناك فئة اخرى لم يرد ذكرها ولا التلميح لها في "كتاب الامير"(ليس ميكيافيلي)، وقد فهم بعضهم واستبق الاحداث فقام بالرد على الامير لتبرئة ساحته من اي علاقة قد تُكشف مستقبلا معه..
الزمرة الاولى من عشيرة مولاي هشام يمثلها بكل امتياز كل من "أبوبكر الجامعي" و"علي لمرابط" و"علي عمار"، الذين استصغرهم في كتابه، حيث وصف الاول بملقن الدروس والثاني بالكلب المسعور فيما قال عن الثالث بأنه "ماكر".
وقد سارع علي لمرابط وعلي عمار للرد على الامير منتقدين اياه رغبة في درء تهمة التواطؤ معه والاستفادة من خيراته، حيث نفى الاول جملة وتفصيلا ان يكون قد تلقى من الامير اي سنتيم، مكتفيا بسرد بعض الجوانب من تاريخه مع الامير والتي تُبعد عنه اية شبهة ، بل ان الامر ذهب به بعيدا حيث وعد جمهور القراء بالكشف عن اسماء الصحفيين الذين تعاملوا مع الامير واستفادوا من امواله بسخاء، وهو ما ينذر بمعركة اخرى بين لمرابط وبين هؤلاء مستقبلا..ثم انبرى علي عمار للدفاع عن نفسه وسرد احداث علاقته مع الامير من وجهة نظره الخاصة التي لا يمكن بحال من الاحوال الوثوق بها، إلا ان بوبكر الجامعي سكت عن الكلام المباح خوفا من فقدان الامتيازات التي مازال يتمتع بها والتي يجود بها عليه الامير ومنها دعمه ماليا بالولايات المتحدةالأمريكية أو في إطار صفقات الاستشارة بالشرق الأوسط..
الثلة الثانية من "الصحفجيين" (كما يقول المصريون) التي اختارت "لحيس الكابّا" للأمير هي مجموعة من الصحفيين الذين التأموا حول مائدة لوجورنال إيبدومادير والصحيفة، وهي جماعة لم يذكرها بالاسم إلا ان "ميديا بار" تكلفت بنشر اسماء بعضهم قبل ان يعلن عنها علي لمرابط الذي وعد الجمهور بذلك. ومن بين هؤلاء محمد حفيظ، النجم الآفل للاتحاد الاشتراكي الذي كان يتكلف بكتابة مقالات في مديح الامير وكذا كتابة افتتاحيات نارية في الصحيفة، كان يمليها عليه الامير..كما ذكرت "ميديا بار" من بين هؤلاء اسم نور الدين مفتاح الذي اشتغل بالصحيفة قبل ان يؤسس اسبوعية الايام..
هؤلاء لم ينبسوا ببنت شفة، لربما لان الامير لم يذكرهم بالاسم او لان التهمة ثابتة في حقهم ولا حاجة لحجب الشمس بالغربال كما يقول المثل..
اما الجماعة الثالثة التي استفادت من ريع الامير وسخائه وفيهم من مازال يستفيد بطرق مختلفة من خدمات مولاي هشام العلوي، فتضم إلى جانب توفيق بوعشرين الذي استطاع ان يجمع ثروة هائلة في ظرف وجيز، لا يمكن بحال من الاحوال ان تتأتى من دخل المقاولة الصحفية التي تعرف مشاكل جمّة، بالإضافة إلى علي انوزلا الذي حوّل موقعه لكم إلى واجهة لنشر افكار الامير والتطبيل له مقابل دعمه في اوساط الصحافة الانجلوساكسونية وإغداق الاموال عليه..
وبالاضافة إلى هؤلاء ذكر موقع "ميديابار" حسين مجدوبي الناطق غير الرسمي للامير، الذي يعيش حياة البذخ بإسبانيا بفضل اموال الامير، والذي حول موقعه الالكتروني "ألف بوست" إلى وكالة أنباء حقيقية تابعة للأمير، وهو من بين الخدم الاوفياء للامير حيث مازال يتابع اخبار الامير وينشر افكاره وكل ما المقالات التي تلمع صورته في مقابل الهجوم على المغرب وعلى مقدساته ورموزه الوطنية..
ويبقى الصحافي بنشمسي صاحب "تيل كيل" نموذجا منفردا من بين هؤلاء حيث ان العلاقة مع الامير وصلت حدّ التوحد والحلول في ذات الامير وهو ما اتضح من خلال تكلفه بكتابة "مذكرات امير منبوذ"، وهو الامر الذي كشف عنه موقع ميديا بار وكذا علي لمرابط بنفسه..
ولم ينس موقع ميديابار ذكر زعيم آخر من زعماء "الحيحة" الهاشمية، ويتعلق الامر بخالد الجامعي والد بوبكر الجامعي، والذي تكفل الأمير بتحمل نفقات نقله إلى المستشفى بباريس من أجل إجراء عملية جراحية، دون نسيان ما قد يكون قد استفاد منه من اموال كباقي افراد الجوقة..
وإذا كان كتاب الامير قد كشف عن فساد مولاي هشام من خلال علاقته بجوقته الصحفية التي استقدم جل افرادها من خارج المهنة، خاصة من عالم الابناك والمال كما هو الشأن بالنسبة لعلي عمار وبوبكر الجامعي، فإن فساده تجاوز ذلك ليشمل عالم السمسرة والمتاجرة بالسلاح على المستوى الدولي، وفي هذا الاطار يكشف الكتاب، وما كُتب حوله، عن علاقة مولاي هشام بالمدعو "مصطفى العلوي"، وفي هذا الاطار ذكر صحافيان من ميديابار قصة غريبة تذكر لأول مرة وتتعلق باستماع الشرطة لشخص يسمى "مصطفى العلوي"، الذي كان متواطئا مع مولاي بخصوص علاقته بشركة طومسون، عندما حاول الأمير مولاي هشام أن يقوم بدور الوسيط وأخذ عمولات في صفقة مشبوهة لشراء رادارات عسكرية من طومسون إلى أبو ظبي..
حكاية كتاب مولاي هشام لن تنتهي وهي تعد بمفاجآت أخرى اكثر خطورة من التي ذكرت، وسيكون لنا موعد معها بمجرد الكشف عنها مستقبلا..