أكد خبراء ومحللون سياسيون إسبان أن الزيارة الرسمية التي سيقوم بها العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس للمغرب يومي 14 و15 يوليوز الجاري، ستعزز مكانة المملكة كبلد "استراتيجي وذي أولوية" بالنسبة لإسبانيا في جميع المجالات. وأوضح هؤلاء الخبراء، الذين لهم إلمام واسع وعميق بالعلاقات المغربية الإسبانية، أن زيارة العاهل الإسباني تندرج في إطار "استمرارية" العلاقات الثنائية التاريخية، وستعطي زخما ودينامية جديدين لعلاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.
وبالنسبة لفرناندو أوليفان، رجل القانون والخبير بالعلاقات المغربية الإسبانية، فإن هذه الزيارة "إيجابية بكل المقاييس "، وستتيح "تجديد تأكيد أواصر التعاون بين البلدين، التي كانت سلسة على الدوام".
وأضاف فرناندو، الكاتب العام للمنتدى الإسباني المغربي لرجال القانون، وهو فضاء موجه للارتقاء بالعلاقات بين المغرب وإسبانيا، أن هذه الزيارة تندرج في إطار "الاستمرارية" بغية تعزيز العلاقات "القوية والمتينة" بين البلدين الصديقين.
وذكر أن "العلاقات بين المغرب وإسبانيا تتطور تاريخيا بشكل جيد للغاية وفي جميع المجالات ، وأن من شأن هذه الزيارة أن تعطي دفعة جديدة لتعاون ثنائي شامل"، مبرزا أنه تم وضع آليات التعاون الثنائي للمضي قدما في الشراكة بين البلدين.
من جهة أخرى دعا فرناندو، في تصريح لمكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بمدريد، إلى إنشاء مجموعات عمل ثنائية في جميع المجالات من أجل مواكبة "الدينامية الممتازة" التي أطلقتها العائلتان الملكيتان، واستغلال "الإمكانات والفرص الهائلة" للتعاون التي يتيحها البلدان الجاران.
وفي السياق ذاته، قال خافيير فرنانديز أريباس، المتخصص في علاقات اسبانيا مع بلدان المغرب العربي، في تصريح مماثل، أن هذه الزيارة "تؤشر على استمرار العلاقات المتميزة القائمة بين المغرب وإسبانيا" وتؤكد إرادة الملك فيليبي السادس في مواصلة المهمة التي بدأها والده، الملك خوان كارلوس، وجعل العلاقات مع المغرب "أولوية استراتيجية".
وقال أريباس، مدير مجلة "أطلايار بين الضفتين" الشهرية الإسبانية، التي تتطرق لمواضيع لها صلة بالمغرب العربي، إن "العلاقة الوثيقة بين البلدين سيتم تطويرها وتوسيعها لتشمل مجالات أخرى للتعاون".
وحسب أريباس، وهو مراسل صحفي سابق بعدد من بلدان شمال إفريقيا، فإن "المغرب يعد بفضل استقراره السياسي شريكا استراتيجيا وأساسيا بالنسبة لإسبانيا"، مضيفا أن البلدين يتقاسمان العديد من المصالح، ومدعوان لرفع العديد من التحديات كمكافحة شبكات الاتجار في البشر والإرهاب.
وقال إن "العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس أبدى دوما، اهتماما خاصا بتطوير العلاقات مع المغرب على جميع المستويات".
أما المحلل السياسي الإسباني ميغيل أنخيل غارسيا بويول، فأبرز من جهته الأهمية الخاصة للعلاقات الأخوية والودية التي تجمع بين العائلتين الملكيتين الإسبانية والمغربية، مشيرا إلى أن هذه العلاقات تساهم "بشكل كبير" في تطوير أواصر التعاون .
وقال بويول، رئيس مركز الدراسات الإسبانية المغربية الذي يوجد مقره بسرقسطة، إن زيارة الملك فيليبي السادس للمغرب تعد "حدثا متميزا" في العلاقات الثنائية، وتؤكد الاهتمام الذي توليه إسبانيا لعلاقاتها التاريخية مع المملكة.
وخلص هذا الخبير القانوني الإسباني إلى أنه بفضل التزامهما وعزمهما الراسخين، يواصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس والملك فيليبي السادس جهودهما من أجل تكريس التقدم والرقي لشعبيهما، وترسيخ قيم السلام والديمقراطية والحريات بالمغرب وإسبانيا.