تستأثر عمليات تفكيك الخلايا الإرهابية، التي يتعلق عملها بتهجير المواطنين المغاربة قصد الانضمام للجماعات الإرهابية بسوريا، باهتمام بالغ وطنيا ودوليا، ولم تمر سوى أيام على تفكيك خلية إرهابية بهذا الشأن حتى أعلنت وزارة الداخلية في بيان لها إنها تمكنت من توقيف "شخصين متورطين في تجنيد وإرسال مقاتلين مغاربة إلى سوريا" بتنسيق مع أشخاص على الحدود التركية السورية. وقال البيان أنه "في إطار العمليات الإستباقية لمواجهة التهديدات الإرهابية تمكنت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من إيقاف شخصين ينشطان في مدينة فاس متورطين في تجنيد وإرسال مقاتلين مغاربة إلى سوريا". وأضاف البيان أن هذين الشخصين كان يجندان المقاتلين "للانضمام للتنظيمات الإرهابية الموالية للقاعدة، بتنسيق مع عناصر تنشط بالمنطقة المتاخمة للحدود التركية السورية". وقالت الداخلية انه "يتأكد من خلال التصدي المستمر للعناصر المتطرفة المتورطة في استقطاب وإرسال المقاتلين إلى مختلف بؤر التوتر، إصرار تنظيم القاعدة وحلفائه على استهداف الاستقرار الأمني للمملكة". وأضاف البيان نفسه أن الشرطة اعتقلت أيضا "أحد الناشطين في المنتديات الجهادية متورط في عمليات قرصنة بطاقات الائتمان البنكية من أجل الاستحواذ على أموال أصحابها وتسخيرها للجماعات المسلحة بسوريا". لقد سبق لتقرير أصدره مركز أمريكي متخصص في الجماعات الجهادية أن أوضح أن المقاتلين المغاربة لم يذهبوا لسوريا قصد الإطاحة بالنظام السوري، وإنما كان هدف تنظيم القاعدة هو تكوينهم وتدريبهم من أجل العودة إلى المغرب وتنفيذ المخطط الجهنمي. وتعتبر حركة شام الإسلام أكبر تجمع لمغاربة سوريا وهي حركة أسسها الجهادي إبراهيم بنشقرون العلمي، الذي قتل في ريف اللاذقية. وهو من قدماء الأفغان المغاربة ومعتقل في غوانتانامو. واعتقل في المغرب بعد أن حاول تأسيس تنظيم مسلح تحت اسم "حركة التوحيد والجهاد".
وينص ميثاق شام الإسلام على أن "الجهاد ليس موجها ضد الغزاة فقط، بل يشمل المرتدين أيضا".
ويقول الميثاق إن "كل من ظاهر المرتدين وقاتل المسلمين والمجاهدين، وأعان على ذلك من جنودهم وشرطتهم ورجال أمنهم وأعوانهم الذين يدافعون عنهم ويأتمرون بأمرهم، داخل في طائفة الردة العامة الواجب قتالها".
وإن "جميع المذاهب الفكرية، من شيوعية واشتراكية وقومية وعلمانية وليبرالية، وغير ذلك من أوجه الانتماء الفكري والعقدي لغير ملة الإسلام وهويته، دعوات كفر وضلالة".