أبرز المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، محمد صالح التامك، امس الاثنين بواشنطن، المقاربة "المتعددة الأبعاد" التي وضعها المغرب للوقاية ومكافحة الإرهاب والتطرف الديني، من خلال تجفيف منابع هذه الظاهرة التي تهدد منطقة المغرب العربي والساحل. وأكد التامك، خلال لقاء نظمته مجموعة التفكير الأمريكية (دو واشنطن إنستيتيوت فور نير إيست بوليسي) حول موضوع (مقاربة المغرب في مجال مكافحة التطرف العنيف)، أنه "إلى جانب اليقظة الأمنية في مجال مكافحة الإرهاب، أدرك المغرب في وقت مبكر ضرورة تكثيف الجهود لقطع الطريق على هذه الظاهرة، من خلال اعتماد استراتيجية شاملة في هذا المجال".
وأوضح التامك، الذي ترأس بشكل مشترك فريق العمل المكلف بالجانب الأمني في الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة، أن هذه الاستراتيجية ترتكز على ثلاثة محاور، تتمثل في مؤسسة إمارة المؤمنين التي تضطلع بدور مركزي على مستوى إبعاد المغرب عن أية مزايدات دينية ذات دوافع سياسية، والمرجعية الدينية المغربية التي تقوم على المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية، التي تنبني على فضائل الاعتدال والوسطية في كل شيء، والتي حصنت المغرب على الدوام ضد التيارات المتطرفة، علاوة على الانخراط الثابت للمغرب على طريق تعزيز المكتسبات الديمقراطية.
وأضاف التامك أن المقاربة المغربية تقوم أيضا على إعادة هيكلة الحقل الديني بهدف ضمان "الأمن الروحي" للمواطنين ضد التأثيرات المتطرفة، التي تظل غريبة على الخصوصيات العريقة للإسلام المغربي.
وبخصوص البعد السوسيو اقتصادي لهذه الاستراتيجية، ذكر التامك بالجهود والمبادرات المكثفة والجوهرية التي قامت بها المملكة، لاسيما من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي يظل من بين أهدافها الرئيسية القضاء على التهميش والإقصاء، إضافة إلى دعم سياسات الاستثمار والمقاولة التي تروم، بالأساس، تشجيع الاستثمارات الأجنبية ودعم سوق الشغل.
على صعيد آخر، أجرى التامك، الذي يزور واشنطن حاليا، مباحثات بالخارجية الأمريكية مع عدد من المسؤولين الأمريكيين، خصوصا مساعد كاتب الدولة المكلف بشؤون الشرق الأوسط، ويليام روباك، تمحورت حول سبل تعزيز التعاون بين الرباطوواشنطن في مجال مكافحة الإرهاب.