أثار تعيين نورية بن غبريط رمعون، من اصول يهودية، في حكومة عبد المالك سلال الجديدة كوزيرة مكلفة بوزارة التربية الوطنية الجزائرية، حفيظة المهتمين بالشأن الجزائري، حيث تساءل البعض منهم عن سر وخلفيات هذا التعيين، فيما استغرب البعض الآخر من هذا التغيير في سياسة الجزائر تجاه يهودها.. وقال احد المتتبعين للشأن السياسي بالمغرب الكبير ان النظام الجزائري لطالما تحدث عن تساهل المغرب مع اليهود، بنبرة التشكيك في النوايا والخلط بين اليهود والصهيونية وذلك في محاولة منه للنيل من المملكة التي تتميز بالتعدد الثقافي واللسني والديني وهو ما يتضح من خلال تحمل كل المغاربة للمسؤوليات كيفما كان نوعها بغض النظر عن انتماءاتهم المختلفة..
وأضاف المعلق قائلا ان ما فعلته الجزائر اليوم بتعيين يهودية في منصب سياسي حساس ينم عن ان المسؤولين استفادوا من التاريخ ومن دول الجوار وخاصة المغرب، وبدأوا في التصالح مع مواطنيهم اليهود الذين عانوا من تمييز عنصري لعدة سنوات بفعل السياسة التي نهجها النظام تجاههم، وذلك في خلط فظيع بين الديانة اليهودية والإيديولوجية الصهيونية التي تنبني عليها سياسة اسرائيل..
للاشارة فقط فإن اليهود تعايشوا في شمال افريقيا مع باقي السكان المسلمين منهم والمسيحيين وذلك قبل ان تتسلط عليهم بعض الانظمة التي مارست ضدههم تمييزا اقل ما يقال عنه انه عنصري، وهو خلاف ما لاقوه في المملكة المغربية التي احتضنتهم ودافعت عنهم ويشهد على ذلك الموقف التاريخي للمغفور له محمد الخامس الذي رفض السياسة العنصرية لحكومة فيشي واعتباره اليهود المغاربة مواطنين كباقي المغاربة المسلمين..