احتفلت تركيا أول أمس الخميس بالذكرى ال 99 لمعركة الدردنيل، وهو اسم المضيق الذي يربط بحر إيجة ببحر مرمرة والبحر الأسود، والممر الاستراتيجي الذي كانت تراقبه القوات العثمانية، لكنه كان يثير مطامع القوات الفرنسية والبريطانية خلال الحرب العالمية الأولى لنقل المساعدات لحليفهم الروسي آنذاك. وقد عرف حفل تكريم الآلاف من الجنود الذين سقطوا خلال هذه المعركة (أبريل 1915 - يناير 1916)، والتي انتهت لصالح القوات العثمانية وحلفائها الألمان والنمساويين والمجريين، حضور ثلاثين بلدا، بينها المغرب، يحملون رسائل سلام وصداقة.
وقد مثل المغرب في الاحتفال المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وسفارة المغرب بأنقرة، في شخصي السيدين ياسين حمزة، مدير الإدارة المركزية في المندوبية السامية، ومحمد زروقي، المستشار والقائم بالأعمال بسفارة المملكة بأنقرة.
وقد قام الوفد المغربي، بهذه المناسبة، بوضع إكليل من الزهور على المقبرة حيث يرقد الجنود المغاربة، الذين كانوا ضمن الفيلق الأجنبي الفرنسي، الذين سقطوا في هذه المعركة، التي كانت آخر انتصار عسكري كبير للإمبراطورية العثمانية، التي كانت تسمى حينها "رجل أوروبا المريض".
واعتبر حمزة ياسين أنه، فضلا عن الجانب الاحتفالي، فإن المشاركة في هذه الاحتفالات شكلت فرصة لنقل قيم السلام والصداقة عبر الأجيال الصاعدة والاستفادة من تبادل الخبرات والتجارب لاسيما في مجال الذاكرة التاريخية المشتركة.
وقال مسؤول المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "المشاركة في ذكرى معركة الدردنيل مكنتنا والأتراك من بحث سبل إبراز الذاكرة التاريخية المشتركة بين المغرب و تركيا".
وأضاف حمزة ياسين أن الهدف هو توقيع اتفاقية تعاون بين المغرب وتركيا، التي تعد إحدى البلدان ال18 التي تتوفر على محفوظات تاريخية من الذاكرة المشتركة مع المغرب، مذكرا، في هذا الصدد، بفرنسا ( 8ر1 ميون ميكروفيلم) وإسبانيا (123 ألف وثيقة مرقمة)، وروسيا والمملكة المتحدة وهولندا وفيتنام.