أصيب نحو عشرة أشخاص بجروح، مساء أمس الأربعاء، إثر تجدد أعمال العنف ذات الطابع الطائفي بمدينة غرداية (600 كلم جنوبالجزائر العاصمة). وحسب وكالة الأنباء الجزائرية (واج)، فإن العديد من أحياء المدينة شهدت مساء أمس "مواجهات بصفة متقطعة" بين مجموعات من الشباب، مضيفة أنه بحلول الظلام نشبت مشاذات أعقبها تراشق بالحجارة وقنابل المولوتوف بعدد من أحياء غرداية.
وتم تجنيد قوات مكافحة الشغب التابعة للشرطة مدعمة بعناصر من الدرك الوطني، الذين اضطروا لاستعمال القنابل المسيلة للدموع.
وذكر مصدر من مستشفى المدينة تلقيه نحو 10 جرحى ضحايا هذه الاشتباكات.
وتعرف غرداية، من حين لآخر، أعمال عنف بين مزابيين (أمازيغ موالين للتيار الإباضي) وعرب الشعانبة (مالكيون)، تخلف ضحايا آخرهم مقتل شخص في الخامس من فبراير الماضي وإصابة ما لا يقل عن 15 آخرين، فضلا عن تخريب وإحراق محلات تجارية وسكنية.
ولاحتواء الوضع والتخفيف من التوتر بالمنطقة، باشرت السلطات وشخصيات وطنية وأعيان مساعي الصلح والتقريب بين طرفي النزاع، لكن من دون جدوى.
وكان تم الاتفاق في مطلع السنة الجارية، خلال لقاء جمع الوزير الأول عبد المالك سلال بوفد يمثل المتنازعين، على إنشاء مجلس حكماء بغرداية، يكون بمثابة "فضاء للتحكيم والصلح" على أساس "التعايش المنسجم والسلمي" العريق الذي كان يسود في هذه الولاية.
وقد أعربت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، في وقت سابق، عن مخاوفها من "تقويض إصلاح ذات البين" بغرداية.
وأكدت أن السلطات الأمنية والسياسية للبلاد "لا تتحكم في الوضع، والأنكى أننا نستشعر تأزيم الأمور كلما كان هناك تدخل لهذه السلطات"، معربة عن الأسف لغياب "الصرامة" و"الحياد" في المبادرات من أجل تسوية الوضع بالمنطقة.