شكلت زيارة العمل والأخوة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، للغابون المحطة الرابعة والأخيرة في الجولة الإفريقية التي قادت جلالته على التوالي إلى كل من مالي والكوت ديفوار وغينيا كوناكري، محطة بارزة لتعزيز تعاون اقتصادي فعال واعد بين البلدين الشقيقين. وبالإضافة إلى كونها تعكس حيوية ودينامية علاقات الأخوة التي تجمع البلدين بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس علي بانغو أودينمبا، فإن الزيارة ستعطي بالتأكيد زخما جديدا للتعاون جنوب- جنوب الذي يوليه جلالة الملك، أهمية بالغة، من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بدول إفريقيا جنوب الصحراء. ورافق جلالة الملك، في هذه الزيارة وفد هام ضم مستشاري صاحب الجلالة السيدين الطيب الفاسي الفهري وفؤاد عالي الهمة، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق، ووزير الاقتصاد والمالية السيد محمد بوسعيد، ووزير الفلاحة والصيد البحري السيد عزيز أخنوش، ووزير التجهيز والنقل واللوجيستيك السيد عزيز الرباح، ووزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي مولاي حفيظ العلمي، ووزير الصحة السيد الحسين الوردي، ووزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة السيد عبد القادر عمارة، ووزير السياحة السيد لحسن حداد، وكذا السيد يوسف العمراني مكلف بمهمة بالديوان الملكي. كما ضم الوفد مسؤولين وفاعلين اقتصاديين يمثلون القطاعين العام والخاص، وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية. وكان جلالة الملك، قد حل يوم الأربعاء الماضي بليبروفيل، حيث وجد جلالته في استقباله، لدى نزوله من الطائرة بمطار ليون أمبا الدولي فخامة الرئيس الغابوني السيد علي بونغو أونديمبا. وأمس الخميس، أجرى جلالة الملك، والرئيس الغابوني، بالقصر الرئاسي بليبروفيل مباحثات على انفراد. وفي نفس اليوم ترأس، جلالته والرئيس الغابوني، حفل التوقيع على الشراكة الاستراتيجية بين المملكة المغربية وجمهورية الغابون في مجال الأسمدة. وتروم هذه الشراكة، ذات الحمولة الاستراتيجية، التعزيز المستديم للأمن الغذائي بالقارة. وتعكس الإرادة السياسية القوية لقائدي البلدين، كما تندرج في إطار التعاون جنوب جنوب، المتضامن والفعال. ويعد هذا المشروع الأول من نوعه على عدة مستويات، ومن شأنه التمكين من إبراز ريادة إفريقية حقيقية في مجال تثمين الفلاحة في قارة حوالي 80 بالمائة من أراضيها الصالحة للزراعة غير مستغلة. ويهدف هذا المشروع، إلى إنتاج أسمدة فعالة من الفوسفاط والأمونياك ملائمة لخصوصيات مختلف النظم الإيكولوجية للأراضي الإفريقية، ومماثلة للأنظمة الإيكولوجية الموجودة في قارات أخرى، وكذا تثمين، من الآن فصاعدا، المؤهلات الفلاحية لفائدة التنمية البشرية المستديمة. إثر ذلك، زار جلالة الملك والرئيس الغابوني معهد علاج السرطان الذي يوجد داخل مبنى المركز الاستشفائي الجامعي (أوغوندجي) الواقع شمال العاصمة ليبروفيل. وقدمت بالمناسبة، شروحات لجلالة الملك حول هذا المعهد المتطور الذي أنجز بشراكة مع مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان. ويروم معهد علاج السرطان بليبروفيل، توفير علاجات ذات جودة للمرضى المصابين بالسرطان وتسهيل ولوجهم للعلاج وتطوير كافة التخصصات المرتبطة بتشخيص وعلاج هذا الداء ، علاوة على النهوض بالبحث العلمي في مجال السرطان. ويشرف طاقم طبي مغربي على التكوين وتقديم الخدمات الطبية بالمعهد .
واليوم 7 مارس، أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، رفقة الرئيس الغابوني، صلاة الجمعة بمسجد الحسن الثاني بليبروفيل، الذي قامت وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، تنفيذا للأمر المولوي السامي لأمير المؤمنين، بتهيئته وتجهيزه بغلاف مالي بلغ ثمانية ملايين درهم.
وتفضل أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بعد أداء صلاة الجمعة، بإهداء الجهات الغابونية المكلفة بتدبير الشؤون الدينية، 10 آلاف نسخة من المصحف الشريف، في طبعته الصادرة عن مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، قصد توزيعها على مختلف مساجد جمهورية الغابون. وتأتي هذه المجموعة من المصاحف، كدفعة أولى في إطار تنفيذ التعليمات الملكية السامية، والقاضية بأن تقوم هذه المؤسسة بتزويد مساجد بلدان المنطقة بكل ما تحتاجه من مصاحف برواية ورش عن نافع، التي هي من الاختيارات المشتركة بين المغرب وهذه البلدان.