مقال جد مؤثر وغاية في التشخيص للحالة التي تعيشها اليوم عليها الجزائر، مقال وصف فيه كاتبه الصحفي الجزائري سعد بوعقبة النظام الجزائري بالمقبرة، والمترشح الرئاسي بوتفليقة بالنعش.. المقال جد هام ننشره لتعميم الإفادة للذين مازالوا يشككون في "صلابة"و "نزاهة النظام الجزائري...
المقال مأخوذ من موقع جريدة الخبر الجزائرية... نشر اليوم ...
بقلم: *سعد بوعقبة الجزائر فعلا دخلت مرحلة جديدة نوعية في الفساد السياسي.. فبعد حكاية تزوير الانتخابات، جاءت مرحلة تزوير المرشحين.. وهانحن ندخل مرحلة ثالثة وهي التحايل على الشعب والمؤسسات من طرف القاضي الأول في البلاد؟ أولا: من نصدق؟ بوتفليقة الذي قال قبل سنة في سطيف “طاب جناني” وعاش من عرف قدره ووعد بإصلاحات تجعل الربيع العربي لا يزور الجزائر؟ أم بوتفليقة اليوم الذي يقول للناس من وراء ستار إن جنانه “مازال حصرما” وبإمكانه الترشح لعهدة رابعة وخامسة؟! فأي قيمة أخلاقية من الناحية السياسية تبقى لرئيس يمارس مثل هذا التضليل على شعبه؟! ومع ذلك يطلب منه أن ينتخبه بناء على “الجنان الذي طاب” حتى صار حصرما؟! ثانيا: بإمكان الرئيس أن يجلب من فال دوغراس شهادة طبية تثبت سلامة صحته ويقدمها للمجلس الدستوري، ويلتزم المجلس الدستوري بالورقة.. لكن أي قيمة دستورية وقانونية وسياسية لمؤسسات عينها هذا الرئيس وتتصرف هذا التصرف والشعب يرى أن الرئيس لا يستطيع أن يقف على رجليه حتى في صورة تذكارية مع وزراء حكومته، ولا يتكلم إلى الشعب إلا بواسطة؟! ما قيمة الترشح لمسؤولية تبدأ بالتحايل والتزوير على الترشح ولا أقول الانتخابات؟! ثالثا: الرئيس بوتفليقة يستحق أن يكون رئيسا مدى الحياة الجزائرية حتى ولو كان في غرفة الإنعاش.. لأنه نجح في جعل الجزائر مقبرة سياسية ليس فيها إلا الجثث السياسية والهياكل العظمية وينعق في أرجائها البوم، ولذلك تستحق أن يحكمها نعش من غرفة حفظ الجثث؟! رابعا: بإمكان الرئيس الذي لسنا ندري إن كان قد علم فعلا بأنه ترشح للرئاسة أم لا أن يتحايل على الشعب، وبإمكان محيطه أن يفعل بالرئيس والبلاد ما يفعل، لكن الأكيد أيضا أنه سيأتي اليوم الذي يحاكم فيه هؤلاء بتهمه العبث بالمؤسسات والتحايل على الشعب والتزوير الفاضح.. حتى ولو كانت هذه المحاكمة معنوية وتاريخية.! خامسا: البلاد لم تعرف في تاريخها رداءة على مستوى المسؤولين بالمؤسسات الدستورية مثلما تعرفه هذه الأيام، رئيس الحكومة يتحول إلى دمية في يد العابثين بالمؤسسات، ووزراء السيادة يتحولون إلى شطحات في ملهاة الفساد السياسي والقانوني، وبرلمان الأمة يتحول إلى شاهد زور ومهدد لمن يندد بالتحايل على الأمة والشعب والقانون. كم تمنيت لو أن سلال أو غيره من المتحايلين على القانون لدفع الرئيس للترشح من سرير المرض، أعلنوا الموت بالنيابة عنه كما يعلنون الترشح عنه بالنيابة.؟! أو يعلن أن الشعب مستعد للموت نيابة عنه طالما أن عقل الرئيس المصاب بالجلطة الإقفارية في المخ يعادل عق الشعب كله مجتمعا.! فالرئيس فعلا ليس بحاجة إلى شعب أحمق وبلا عقل ليحكمه بعقله المجلوط؟! ليس الرئيس وحده الذي أصيب بجلطة إقفارية بل مؤسسات الدولة الجزائرية كلها أصيبت أيضا بسكتة دماغية.! وإلا ما كان ليحدث ما حدث الآن من مهازل جعلت كل قنوات الفضاء العالمية تضحك على هذا البلد الكبير الذي أصبح مقبرة سياسية ويرشح نعشا ليحكمه.!