أنهى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة سنة 2013 بثلاثة أرقام قياسية لم يحققها أي رئيس جزائري قبله. وأقفل الرئيس بوتفليقة مع نهاية شهر ديسمبر الجاري يومه ال 600 من الصمت السياسي والغياب عن منابر المناسبات الوطنية، والمحافل الدولية، وهي أطول فترة قياسية في صمت رؤساء الجزائر وربما الرؤساء في العالم. وكان آخر خطاب توجه به الرئيس بوتفليقة إلى الشعب في الثامن من مايو 2012، أي قبل يومين من الانتخابات البرلمانية، وهو الخطاب الذي ألمح فيه الرئيس بوتفليقة إلى نهاية جيله السياسي بقوله "طاب جناني ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها". وخلال 600 يوم الماضية، عقد الرئيس بوتفليقة أقل عدد من اجتماعات مجلس الوزراء، حيث لم يتجاوز العدد ثلاث اجتماعات؛ عقد أولها في ديسمبر 2012، واجتماع ثان عقد تحت طائل دستوري للتوقيع على قانون المالية التكميلي، في نهاية سبتمبر 2013، واجتماع أخير عقد أمس الاثنين، تحت نفس الطائل. ويقضي الدستور الجزائري بالتوقيع على قانون المالية التكميلية قبل نهاية شهر سبتمبر، والتوقيع على قانون الموازنة السنوي قبل نهاية شهر ديسمبر من كل سنة. وخلال ال600 يوم لم يزر الرئيس بوتفليقة أية ولاية من محافظات البلاد، إذ كانت زيارته إلى ولاية سطيف شرقي الجزائر في مايو 2012 آخر زيارة عمل اطلع فيها على مشاريع التنمية. كما كانت مرافقته للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى مدينة تلمسان في ديسمبر 2012 آخر جولة ميدانية له، قبل أن تفاجئه الوعكة الصحية في 27 أبريل 2013. ونقل الرئيس بوتفليقة للعلاج في فرنسا التي قضى فيها 81 يوما، قبل أن يعود إلى البلاد في يوليو الماضي. ويشير الغياب السياسي للرئيس بوتفليقة عن المشهد العام لمدة 600 يوم، لصالح المؤشرات التي ترجح إمكانية عدم ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة في الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل المقبل.