كتبت مجلة " دو هيل "، التي يصدرها الكونغرس الأمريكي، أن الانخراط الثابت للمغرب في إفريقيا، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي يعد ثمرة الاعتبارات الاستراتيجية العليا التي تضع في صلب انشغالاتها تحقيق التنمية المتضامنة وتحسين ظروف عيش الساكنة الإفريقية، يبرز التأثير السياسي والامتداد الاقتصادي للمملكة بالقارة السمراء. وذكرت المجلة الأمريكية، في دراسة تحليلية لمدير أفريكا سانتر، التابع لأطلنتيك كاونسيل، بيتر فام، أن "الانخراط المؤكد والمتنامي للمغرب في إفريقيا، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، يعد ثمرة الاعتبارات الاستراتيجية العليا، في إطار مقاربة تبعث رسالة واضحة بأن المملكة تعد بلدا إفريقيا يتمتع بقدرة كبيرة على التأثير السياسي والامتداد الاقتصادي المسخرين لتحقيق التنمية داخل القارة". وأكدت الدراسة التحليلية، التي صدرت تحت عنوان (المغرب: يقين إفريقي والتزام مؤكد)، أن هذه العوامل تحيل على حقيقة وحيدة، هي أن المملكة "مستعدة للاضطلاع بدور طلائعي على صعيد القارة الإفريقية".
واعتبر بيتر فام أن هذا الأمر "إشارة قوية" خاصة وأن واشنطن وباريس وباقي العواصم الغربية الكبرى في حاجة ماسة إلى "شريك يمكن الاعتماد عليه لتعزيز الأمن الإقليمي ودعم الشراكة من أجل التقدم". ويكتسي انخراط المغرب في القارة السمراء أهمية كبرى، بالنظر إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند دعيا مؤخرا إلى تكثيف الجهود مع البلدان الإفريقية لقطع الطريق على الجماعات المتطرفة الموالية لتنظيم القاعدة، ومنعها من التغلغل بمنطقة الساحل والصحراء. ولاحظت (دو هيل) أن المغرب هو ذلك الشريك الذي تحتاجه الولاياتالمتحدة والبلدان الأوروبية المتحالفة من أجل إقامة تعاون مثمر بهذه القارة، التي سيقوم جلالة الملك "بجولة أخرى فيها تقوده إلى مالي وغينيا كوناكري وكوت ديفوار والغابون".
وذكر فام بأهمية الاستثمارات المغربية بإفريقيا، التي أبرزها البيان المشترك الذي توج لقاء القمة، الذي احتضنه البيت الأبيض، بين الرئيس أوباما وجلالة الملك، في نونبر الماضي.
وكان قائدا البلدين قد "اتفقا على استكشاف مبادرات مشتركة للنهوض بالتنمية البشرية والاستقرار من خلال ضمان الأمن الغذائي والولوج للطاقة والنهوض بالتجارة على أساس اتفاقية التبادل الحر".