أبرز مدير مركز إفريقيا التابع لمجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسيل)، بيتر فام، أن لقاء القمة بين جلالة الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما يمثل أفضل تتويج لسنة 2013، وللشراكة التاريخية والاستثنائية القائمة بين المغرب والولاياتالمتحدة، مؤكدا أن زعيمي البلدين توصلا إلى وضع خارطة طريق طموحة تحدد الأولويات الثنائية، وتمتد إلى أبعد من ذلك، لتشمل على وجه الخصوص القارة الإفريقية، والمغرب العربي، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وسجل بيتر فام، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن "زيارة جلالة الملك إلى الولاياتالمتحدة شكلت النقطة الأبرز في الشراكة المغربية الأمريكية خلال سنة 2013، حيث أعطت زخما هائلا للعلاقات بين الرباط وواشنطن، التي أصبحت اليوم أكثر قوة ومتانة"، مضيفا أن "القرارات الواعدة التي توجت اللقاء بين جلالة الملك والرئيس أوباما بالبيت الأبيض سترتقي بالشراكة إلى مستويات أسمى". وقال إنه من المهم الإشارة إلى أن الرئيس أوباما حرص، خلال الزيارة الملكية، على تجديد التأكيد، وبكل وضوح، على دعم الولاياتالمتحدة لمخطط الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، معتبرا إياه ب "الجدي والواقعي وذي المصداقية"، كما أنه يمثل "مقاربة يمكن أن تستجيب إلى تطلعات سكان الصحراء في تدبير شؤونهم الخاصة في مناخ من السلم والكرامة". واعتبر أنه "من المهم جدا التذكير بأن أوباما يعتبر ثالث رئيس أمريكي، على التوالي، يعرب علنيا ورسميا عن دعمه للمخطط المغربي للحكم الذاتي بالصحراء بعد الرئيسين بيل كلينتون وجورج بوش"، مسجلا أن الدعم الأمريكي يعني أيضا "الاعتراف بالحقوق التاريخية غير القابلة للتصرف، والتي لا يمكن دحضها، للمغرب في صحرائه وفي وحدته الترابية". وفي معرض حديثه عن المكانة التي يحتلها المغرب بإفريقيا على المستويات الدينية والإنسانية والاقتصادية وحفظ السلام، أشار الخبير الأمريكي إلى أن المملكة "توجد في وضع جيد لمساعدة البلدان الإفريقية في جهودها للتنمية عبر الاستثمارات المباشرة، وأيضا كأرضية للشركات الأمريكية والأوربية الراغبة في الاستثمار بإفريقيا". وفضلا عن هذه المجالات التي يتميز فيها المغرب بفضل مقاربته الشاملة والفعالة، أكد بيتر فام أن المملكة تحظى بمكانة خاصة بإفريقيا، بفضل الرؤية الملكية التي تضع في مقدمة أولوياتها التنمية البشرية والحفاظ على التراث الثقافي واللامادي، وكذا إشاعة القيم الدينية المعتدلة والحفاظ على الهوية، مشيرا إلى القطاعات الاستراتيجية التي تعتبر المملكة رائدة فيها، خاصة الأمن الغذائي والطاقة والتجارة والمواصلات والخدمات المالية.