وصف المقرئ الإدريسي أبو زيد ، مهرجان مراكش الدولي للسينما باللقطة التغريبية الإستيلابية التي تحمل جرعة زائدة من الميوعة، وقال القيادي في العدالة والتنمية إن سكان مراكش ردوا على المهرجان بالتصويت بكثافة على حزب العدالة والتنمية، ورد المقرئ على حضور آلاف المغاربة إلى جامع الفنا لحضور عروض المهرجان، بأنه لو نظم نشاط تربوي أو ديني كمهرجان للسماع الصوفي أو مسابقة للقرآن الكريم أو مهرجان للأغنية الملتزمة أو مسابقة ثقافية مغرية، أو غيرها من الأنشطة التي تحترم ذكاء المغاربة سنرى حشودا أكبر، مشيرا إلى أن الناس بطبيعتهم يميلون إلى الاستجابة لأية دعوة عامة ويميلون إلى الاستجابة للأنشطة الترفيهية، معتبرا مهرجان مراكش بأنه طريق الميوعة، الذي يقبل عليه الناس كراهة. وكشف القيادي في العدالة الوجه الحقيقي لحزبه، حين قال إن مساجد مراكش تكون ممتلئة خلال أداء التراويح في شهر رمضان، وأثناء صلاة يوم الجمعة، مؤكدا أن الأشعة تكون موجهة نحو مهرجان مراكش وليس إلى الحشود التي تكتظ بها المساجد.
وانضافت تصريحات أبو زيد حول مهرجان مراكش السينمائي إلى تصريحات سابقة أدلى بها نجيب بوليف بخصوص مظاهر التعري في المسرح، مؤكدا أن حكومة الملتحين لن تسمح بعرض مسرحية كفر ناعوم التي أدتها لطيفة أحرار ولقيت استهجانا من قبل حزب العدالة والتنمية.
ووصف مهتمون تصريحات أبو زيد بأنها نوع من المغالاة وتراجع فظيع عن مواقف أدلى بها بنكيران بخصوص الحريات الفردية، خصوصا حين يتحدث عن الأفلام التي يقع عليها الاختيار والتي قال إنها لا تمثل الشعب المغربي ولا تنتمي إليه ولا يغلب فيها ما هو إنتاج عربي إسلامي أو إفريقي، فهذا مهرجان غربي ينظم في مراكش، مع أن الجميع يعلم أن المهرجان هو دولي وليس عربي.
طريقة معالجة المقرئ أبو زيد لمهرجان مراكش الدولي أحالت بالنسبة لكثيرين على موقف طالبان التي منعت الموسيقى والسينما واعتبرت الفن حرام، وهو الأمر الذي اعتبره كثيرون ارتداد وانتكاسة للحريات العامة في المغرب، وأضاف المتتبعون أن الحزب يسوق الخبر ونقيضه، فهو من جهة يعتبر أنه لا تنازل عن الحريات الفردية، وهو الموقف الرسمي الذي يتكلف بتسويقه رئيس الحكومة بنكيران، في المقابل يترك لحوارييه جانب المقايضة من خلال الإدلاء بتصريحات تعارض إقامة المهرجانات والحفلات. فأي الموقفين أقرب للتصديق هل موقف بنكيران رئيس الحكومة أم مواقف المقرئ الإدريسي أبو زيد وبوليف وبقية زمرة الملتحين؟