محمد بوداري عمدت الفنانة لطيفة احرار إلى إظهار ساقيها أمام عدسات مصوري مهرجان مراكش السينمائي، بينما كانت تهم بالدخول إلى القاعة الرئيسية لمهرجان مراكش السينمائي بقاعة المؤتمرات. ويرى البعض أن إقدام تامرموشت (نسبة إلى اموزار مرموشة) على هذا "التعري"، يدخل في إطار ردها على فوز العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وردود الفعل التي صدرت عن إخوان بنكيران مباشرة بعد ظهورها عارية في مسرحية "كفر ناعوم أوطو – صراط". إلا أن لطيفة احرار تقول أن لباسها في مهرجان مراكش يندرج في إطار ما دأبت عليه من خلال اعتمادها في لباسها على الأناقة ومسايرة الموضة التي تلائم ذوقها كامرأة. وكانت لطيفة أحرار موضوع انتقادات من طرف قياديي حزب العدالة والتنمية، وتعرضت مباشرة بعد فوز الحزب برئاسة الحكومة إلى هجوم من طرف القيادي بحزب المصباح، "نجيب بوليف"، الذي أكد أن "مثل أشكال التعري التي ظهرت به الفنانة لن يكون موضوع إعادة في القادم من الأيام من حكم حزبنا". ويأتي هذا الحدث مباشرة بعد الهجوم الذي شنه المقرئ أبو زيد الإدريسي، النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية وعضو مجلسه الوطني، على مهرجان مراكش السينمائي الدولي، حيث وصفه بكونه "يمثل لقطة تغريبية استيلابية تحمل جرعة زائدة من الميوعة التي رد عليها الشعب المغربي والمراكشي بالتصويت بكثافة على حزب العدالة والتنمية". وإذا كانت لطيفة قد اعتبرت كل التأويلات والقراءات التي أعطيت لظهورها أثناء مرورها فوق البساط الأحمر لمهرجان مراكش الدولي، تخص أصحابها ولا تَخُصها هي، معتبرة ذلك يدخل في سياق أناقتها التي تحرص عليها ليس أكثر، فإن البعض سارع إلى اعتبار ذلك إثارة واستفزازا لقياديي العدالة والتنمية واستفزازهم بعد تصريحات "بوليف" و "الرميد"، ودعوة بنكيران لها ب"الهداية"، وهو ما نفته الفنانة قائلة "أن بنكيران لم يقل في شخصي إلا خيرا وأنا أيضا لن أقول فيه إلا خيرا.. هذا هو ردي على كل التأويلات التي تحاول توظيفي في هذا السياق". وسبق للفنانة أحرار أن ذكرت أنها مستعدة لتقبل الانتقادات مع تحملها لنتائج اختياراتها الفنية، مباشرة بعد تقديمها "كفر ناعوم أوطو – صراط" وهي تحويل مسرحي لديوان الشاعر المغربي ياسين عدنان "رصيف القيامة". وإذا كانت دواعي التعري في المسرحية السابقة الذكر يندرج في إطار الاختيارات الفنية للفنانة، وكذا ضمن مستلزمات العرض المسرحي الفنية والتعبيرية، فإن ظهورها أمام الجمهور بمهرجان مراكش، بذلك الزي الذي أثار البعض، يدخل في سياق أناقتها التي تحرص عليها، كما أكدت على ذلك، وبالتالي فهو اختيار حر وقناعة شخصية تترتب عنها تبعات ويستلزم الدفاع عنه كثير من القوة والإقناع، وسيكون على الفنانة لطيفة أحرار أن تستعد لمواجهة عاصفة من الانتقادات التي ستكون لا محالة أقوى من تلك التي طالتها من قبل.