شعب بريس - متابعة هاجم المقرئ أبو زيد الإدريسي، النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية وعضو مجلسه الوطني، مهرجان مراكش السينمائي الدولي.
وصف أبو زيد في حديث لجريدة أخبار اليوم المغربية، هذا المهرجان بكونه "يمثل لقطة تغريبية استيلابية تحمل جرعة زائدة من الميوعة التي رد عليها الشعب المغربي والمراكشي بالتصويت بكثافة على حزب العدالة والتنمية".
حينما واجهت الجريدة أبو زيد بأن جحافل من الجمهور تحج إلى المهرجان، رد قائلا "أنا متأكد بأننا لو نظمنا نشاطا تربويا أو دينيا أصيلا كمهرجان للسماع الصوفي أو مسابقة للقرآن الكريم أو مهرجان للأغنية الملتزمة أو مسابقة ثقافية مغرية، أو غيرها من الأنشطة التي تحترم ذكاء المغاربة سنرى حشودا أكبر".
واصل أبو زيد استخفافه باختيارات المواطنين وحريتهم ليقول "الناس بطبيعتهم يميلون إلى الاستجابة لأية دعوة عامة ويميلون إلى الاستجابة للأنشطة الترفيهية فإن وجدوا من يوجههم إلى طريق الميوعة سيستجيبون كما أنهم لو وجدوا من يوجههم إلى طريقهم الصواب فسيستجيبون بطريقة أرقى وأفضل".
وضع أبو زيد هذه الفئة من المواطنين الذين يذهبون لمشاهدة أفلام مهرجان مراكش في مقابل فئة "تستجيب لطريق الرشد"، ومضى قائلا "ولذلك نجد مساجد مراكش ممتلئة خلال أداء التراويح في شهر رمضان كما نجد تلك المساجد مكتظة أثناء صلاة يوم الجمعة فلماذا يتم الالتفات إلى الحشود التي تستجيب لمهرجان مراكش ولا نلتفت إلى هذه الحشود التي تكتظ بها المساجد؟".
تأتي تصريحات أبو زيد، المناهضة لحرية التعبير من خلال السينما يوما واحدا بعد تصريح بنكيران بأنه لن يصادر الحريات الفردية. ما يدل على أن الإسلاميين اختاروا تبادل الأدوار بين جناح يتحمل المسؤولية الحكومية يطمئن الرأي العام بخصوص احترام حقوق الإنسان، وجناح آخر يطمئن قواعد الحزب وناخبيه المقتنعين بقراءة رجعية للدين حول استمرار العدالة والتنمية في الوفاء لنهجه القائم على الحرب على كل مظاهر الحرية وحقوق الإنسان (باسثتناء حق التصويت لصالحه).
خطورة تصريحات أبو زيد حول مهرجان مراكش السينمائي أنها تغلف بمنطق شعبوي مغري يلبس الحق بالباطل. أبو زيد يسوق بعض الانتقادات الموضوعية أي المتعلقة بتدبير المهرجان ليخلطها بانتقادات مستمدة من تأويله للدين. يقول أبو زيد "نحن لا نرفض المهرجان ولكن نرفض الطريقة التي ينظم ويدار بها". ثم يضيف بعدها مباشرة "الأفلام التي يقع عليها الاختيار لا تمثلنا ولا تنتمي إلينا ولا يغلب فيها ما هو إنتاج عربي إسلامي أو إفريقي، فهذا مهرجان غربي ينظم في مراكش، ثم يحصل فيه على الجوائز أولئك المسمون بالفنانين الدوليين، بحيث لم نر جائزة يحصل عليها عربي أو مسلم خلال الدورات السابقة". هذه كذبة كبيرة لأن المغرب فاز في أول دورة بجائزة أحسن دور نسائي كما فاز فيلم قيرغيزي بالجائزة الكبرى وفيلم الماني من أصل تركي بنفس الجائزة وفيلم جزائري فرنسي بنفس الجائزة.
شعبوية مفرطة توهم القارئ / الناخب بأن نقاد السينما في المهرجانات يمكنهم أن يميزوا بين مسلم وغير مسلم في منح الجوائز، أو أن المغرب عليه الابتعاد عن "الغرب" في تنظيم مهرجان السينما ودعوة ضيوفه، ولا بأس في أن يرتبط بهذا "الغرب" في حل قضية الصحراء والاستثمار والسياحة وصناعة ربطة العنق التي يضعها هذا البرلماني الإسلامي.