أعرب رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي، بييترو غراسو، اليوم الإثنين بالرباط، عن رغبة بلاده في تعزيز علاقاتها مع المغرب، الذي قال إنه بلد " يستحق كامل اهتمامنا ". وقال غراسو، في تصريح صحافي عقب مباحثات مع رئيسي مجلسي المستشارين والنواب على التوالي محمد الشيخ بيد الله والنواب كريم غلاب، إن زيارته إلى المغرب تأتي بالنظر إلى كونه يعتبر بلدا مهما ورئيسيا ترغب إيطاليا في تعزيز تعاونها معه لتحقيق حلم استقرار أكبر في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مبرزا ان هذا الاستقرار من شأنه أن "يساعدنا على تنمية المنطقة ومواجهة المشاكل المشتركة وتعزيز العلاقات المتميزة القائمة بين بلدينا".
وشدد على ضرورة العمل على إيجاد "حلول لمشاكلنا المشتركة"، وفي مقدمتها مشكل بطالة الشباب الذي ينبغي أن يحظى بالأولوية ، وقال " إننا في الطريق الصحيح لتحقيق ذلك لأننا نتوفر على أسس اقتصادية وسياسية وثقافية كفيلة ببناء مستقبل أفضل لبلدينا".
وبالنسبة لآفاق التعاون بين البلدين المتوسطيين، أكد غراسو على ضرورة العمل على تعزيز استشمارات القطاعين العام والخاص ، مشيرا الى أن المغرب يمكن أن يجذب استثمارات الشركات الإيطالية، لاسيما في مجالات الطاقات المتجددة والبنيات التحتية الأساسية.
واعتبر أن العلاقات الجيدة بين المغرب وإيطاليا تشهد عليها الجالية المغربية المهمة المقيمة ببلاده، والتي يتراوح عددها بين 500 و600 ألف مغربي، "يساهمون في حل العديد من المشاكل ببلادنا وهم مندمجون بشكل جيد داخل المجتمع الإيطالي ويغنون قيمنا ".
وخلص رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي إلى ان " كل ما قام ويقوم به جلالة الملك محمد السادس من أجل الاندماج داخل المجتمع الدولي مهم للغاية ".
من جانبه، أبرز كريم غلاب، في تصريح مماثل، أن السيد غراسو اعتبر خلال هذا اللقاء أن المغرب، بفضل الإصلاحات الديمقراطية التي عرفها ويعرفها وانفتاحه، يمكن أن يشكل جسرا تواصليا ما بين الدول العربية ومنطقة شمال إفريقيا والدول الأوروبية من خلال رؤية مندمجة على مستوى البحر الأبيض المتوسط.
واشار إلى أن اللقاء مع المسؤول الإيطالي تناول أيضا عددا من المواضيع، ومن بينها " موضوع تشغيل الشباب، الذي يعد من الإشكاليات المشتركة والتي ينبغي ان نجد لها حلولا مشتركة من خلال الاستثمارات المتبادلة ومن خلال منظور شمولي للهجرة لا يقتصر على المقاربة الأمنية"، مشيرا في هذا السياق إلى أن المغرب لم يدخر جهدا في مجال التصدي للهجرة غير المنظمة ، لكن بالموازاة مع ذلك ينبغي بحث إمكانية هجرة منظمة تتماشى مع معايير دقيقة يضعها البلدان معا تصب في خدمة مصالح الشعبين الصديقين.
وأضاف أنه تم التطرق خلال هذا اللقاء أيضا لموضوع قضية الوحدة الترابية للمملكة ، حيث أكد المسؤول الإيطالي بهذه المناسبة، أن بلاده تدعم المجهودات التي تقوم بها منظمة الأممالمتحدة بغية الوصول إلى حل سياسي يرضي الأطراف المعنية.