أشاد المبعوث الخاص للمملكة المتحدة لمسلسل السلام في الشرق الأوسط فانسون فين، اليوم السبت بمراكش، بدور صاحب الجلالة الملك محمد السادس في دعم قضية القدس وساكنتها سياسيا وميدانيا من خلال وكالة بيت مال القدس الشريف. وقال فين، في كلمة خلال الجلسة التفاعلية بين أعضاء لجنة القدس والشخصيات الدولية المدعوة للدورة العشرين للجنة، إن أولويات العمل الميداني الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس لفائدة المقدسيين "حيوية" واصفا أداء الوكالة في هذا المجال ب"الفعال".
وأبرز فين أن هذه الأولويات تشمل دعم جوانب مهمة من قبيل الصحة والتربية والتعليم والتوظيف والإسكان ومساندة المجتمع المدني، وهي نفسها الأهداف العملية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ونوه المسؤول البريطاني في هذا الإطار بالمبادرة "الرائعة" لجلالة الملك المتمثلة في بناء كلية للزراعة والعلوم البيئية بغزة، داعيا في الوقت ذاته إلى "تعاون أوسع وأعمق على الأرض" بين وكالة بيت مال القدس الشريف والاتحاد الأوروبي والبنك الاسلامي للتنمية.
ولم يفت فين أن ينوه بجو التعايش والتسامح بين أتباع الأديان السماوية الثلاثة بالمغرب، "وهو ما نحتاجه في فلسطينوالقدس" الذي يتسم الوضع فيها بالتدهور.
وذكر فين، في هذا السياق، بالتقرير السنوي للقناصل الأوروبيين بالقدس بخصوص الوضع في المدينة المقدسة، مؤكدا وجود تعاطف متزايد في أوروبا مع الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وغزة واللاجئين في سوريا. كما اقترح إرساء حوار مكثف بين لجنة القدس والاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي بهذا الخصوص.
وفي سياق متصل، شدد المسؤول البريطاني على رفض أي استفزاز في الأماكن المقدسة بالقدس سواء الإسلامية منها أو المسيحية، معتبرا في هذا الإطار أن النشاطات الاستيطانية للاحتلال الإسرائيلي بالقدس الشرقية تشكل أكبر خطر على حل الدولتين و"يجب أن تتوقف فورا".
وتتميز هذه الدورة بحضور مبعوثين رفيعي المستوى، يمثلون الدول الأعضاء الدائمة بمجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وحاضرة الفاتيكان والأمم المتحدة والجامعة العربية.
كما تشكل مناسبة لتحديد رؤية موحدة للبلدان الإسلامية وبحث الوسائل والآليات الكفيلة بالتصدي للمحاولات الإسرائيلية الرامية لتهويد وطمس معالم مدينة القدس الشريف التاريخية والحضارية والإنسانية وللخروقات السافرة والمتكررة التي تمس طهارة وقداسة المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، الذي يحظى بمكانة خاصة في قلوب المسلمين كافة.