دعا وزير الدولة البريطاني المكلف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هيو روبرتسون، إلى تعزيز المبادلات التجارية بين المغرب والمملكة المتحدة، اللذين تربطهما صداقة قديمة وخالدة. وأبرز الوزير البريطاني، في تصريح للصحافة مساء أمس الأربعاءº على هامش الحفل الذي نظم بالعاصمة البريطانية لتخليد ذكرى مرور 800 سنة على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، الروابط الوطيدة والعريقة القائمة بين المملكتين، مشيرا إلى التطور الكبير والملحوظ لمبادلاتهما خلال السنوات الأخيرة، والتي تظل مع ذلك دون مستوى إمكانياتهما الاقتصادية.
ومن جهة أخرى، أشار إلى ضرورة الارتقاء بالاستثمارات وروابط التعاون الاقتصادي إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة التي تجمع البلدين، منوها بالتقدم الديمقراطي الذي حققه المغربº البلد الذي يتمتع بالاستقرار السياسي وسط منطقة عصفت بها رياح الربيع العربي.
وذكر الوزير البريطاني بأن أول اتصال دبلوماسي بين البلدين يعود إلى سنة 1213 حين بعث الملك جون رسولا إلى السلطان محمد الناصر الموحدي، يطلب فيها الحصول على دعم عسكري وتكوين تحالف عسكري لمواجهة خصومه الأوروبيين، مؤكدا أن علاقات الصداقة المغربية البريطانية شهدت منذئذ تطورا مطردا.
وفي السياق ذاته، عبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، عن "سعادته واعتزازه" بالمشاركة في تخليد ذكرى مرور 800 سنة من الصداقة والتاريخ المشترك بين المملكتين، والتي اتسمت على الدوام بالتفاهم و الود والاحترام المتبادل.
وأبرز أن البلدين يتقاسمان نفس قيم السلم والحرية والتسامح والالتزام من أجل الاستقرار بالعالم، مؤكدا أن العلاقات الاستثنائية بينهما "تتقدم بخطى كبيرة" نحو شراكة استراتيجية تشكل "نموذجا للتعاون شمال جنوب".
وذكر مزوار بالإصلاحات السياسية والدستورية التي أطلقها المغرب في إطار مقاربة تشاركيةº وهي إصلاحات إرادية أثارت إعجاب ودعم المجتمع الدولي.
وأوضح أن المغرب يولي أهمية كبيرة للنهوض وحماية القيم العالمية لحقوق الإنسان والحكامة الجيدة وتوطيد دولة الحق والقانون.
ومن جانبها، حرصت البارونة تيسا بلاكستون، رئيسة المكتبة البريطانية، التي تعد جوهرة معمارية تعود إلى القرن السادس عشر والتي احتضنت حفل تخليد ذكرى مرور 800 سنة على إقامة علاقات دبلوماسية بين المغرب وبريطانيا، على التنويه بجودة العلاقات التي تربط البلدين.
وأشارت إلى أن هذه الروابط قائمة على أساس التاريخ المشترك والغني بالمبادلات المثمرة، مؤكدة أن المكتبة البريطانية، التي تعد إحدى أكبر المكتبات في العالم، تتوفر على العديد من المخطوطات التاريخية الفريدة التي تكشف عن الحجم والقيمة الاستثنائية للعلاقات المغربية البريطانية.
ومن جانبها، عبرت سفيرة المغرب ببريطانيا، للا جمالة، عن شكرها وتقديرها للحضور، من بريطانيين ومغاربة، والذي حجوا إلى لندن للاحتفال سويا بحدث كبير مفعم بالحمولات والدلالات التاريخية، ويعكس تعلقهم بالصداقة المغربية البريطانية.
وقد تميز هذا الحفل الكبير بحضور نخبة من الشخصيات الرفيعة المستوى من البلدين، من بينهم وزراء وبرلمانيون وشخصيات من عالم الاقتصاد والثقافة والفن والمجتمع المدني.