احتفلت السفارة البريطانية بالرباط ، بحر الأسبوع الماضي، بمرور800 سنة من العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المتحدة والمملكة المغربية. وتعود بداية هذه العلاقات إلى سنة 1213 ، عندما أرسل الملك جون ملك إنجلتر ( حيث كانت المملكة المتحدة تسمى إنجلترا آنذاك) أول بعثة دبلوماسية للمغرب لإجراء اتصالات مع السلطان محمد الناصر، السلطان الرابع في الدولة الموحدية، حيث كان الملك جون يأمل في دعم الموحدين في صراع بلاده مع الأعداء الأوروبيين. تعتبر هذه المهمة الدبلوماسية نقطة انطلاق علاقة مثمرة نمت وتقوت على مر القرون ، حيث مرت 800 سنة من العلاقات المغربية البريطانية والتي تميزت بعدد من الأحداث البارزة لعل من أهمها وجود علاقات وثيقة تجمع العائلات المالكة في كل من المملكة المتحدة والمملكة المغربية واللتين تتميزان بتقاليد ملكية مشتركة، كما أن أمير ويلز ودوقة كورنوول زارا المغرب كضيفين شخصيين للملك محمد السادس عام 2011 . ووجود اتصالات وثيقة ومتواترة على المستوى الوزاري، كما أن 25 ألف مغربي يعيشون في المملكة المتحدة، في حين يستقبل المغرب سنويا أكثر من نصف مليون سائح بريطاني. وعلى المستوى الاقتصادي، تم سنة 2012 ولأول مرة تجاوز سقف مليار جنيه إسترليني في المبادلات التجارية بين البلدين. وخلال حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة البريطانية في المغرب بمناسبة عيد ميلاد الملكة اليزابيث الثانية ، والذي حضره رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، إضافة إلى ممثلين عن الحكومة المغربية والمجتمع المدني، ألقى السفير البريطاني بالمغرب، كلايف ألدرتون، كلمة قال فيها: «بالرغم من التفافنا بين طيات 800 عام من الصداقة بين البلدين، إلا أن العلاقات الثنائية بين المملكة المتحدة والمملكة المغربية هي أبعد وأعمق من أن تكون محدودة في علاقات الصداقة خلال العصور القديمة. إننا نعمل بشكل وثيق مع المغرب كأصدقاء وشركاء ونظائر في مجالات عديدة ، وأيضا لإيجاد سبل للتعاون من اجل المنفعة المتبادلة ، وهو ما يعني بناء شراكات مربحة للجانبين وتبني رؤية شاملة تتجاوز العقبات الدينية والجماعاتية ، لأن هذه المبادئ سارية المفعول وذات أهمية قصوى اليوم كما كانت قبل ثمانية قرون».