تم العثور على محمد القاسمي، ابن أميناتو حيدر المناضلة الصحراوية "قد الدنيا"، فاقدا للوعي في الشارع العام، نتيجة تناوله كمية كبيرة من الكحول و"القرقوبي" وذلك ليلة الثاني والثالث من الشهر الجاري، وقد عثر عليه مقربون من "جبهة البوليساريو"، في تلك الحالة، وتم إنقاذه بعد حمله إلى المستشفى الإقليمي بالعيون. محمد ابن أميناتو حيدر ليس سوى عنوانا تندرج تحته فقرات كبرى من استغلال مأساة الشعب الصحراوي من طرف الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف. فكيف لموظفة ببلدية العيون أن توفر المال الوفير لها ولعائلتها ولتحقيق نزوات ابنها؟ كيف انتقلت من ركوب سيارة رونو 12 المهترئة إلى امتطاء صهوة الكات كات؟ من أين توفر ذلك؟ إنها بلا شك واحدة من تجار الأزمة والذين لا يريدون لها أن تنحل لأن إيجاد مخرج للأزمة يعني انتهاء وظائفهم الخيانية، حيث تبث أنه لا يوجد هناك انفصال بقدر ما يوجد هناك ارتزاق.
فأميناتو التي تدعي الدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، باسم هذا المصير رسمت هي مصيرها الوحيد من الاغتناء وعيش الرفاه. وابنها محمد قضى معها لحظات جميلة باسبانيا سائحا على نفقة الارتزاق الدولي. حيث قامت أميناتو خلال شهر شتنبر بزيارة سياحية إلى لاس بالماس رفقة والدتها الدرجة وابنها محمد وابنتها حياة واختيها أسمهان وفاطمة. وهذه الزيارة سياحية وكذلك قصد تلقي والدتها للعلاج، ولو عولت أميناتو على راتبها لما اشترت حبة أسبرين، لكنها تمكنت من قضاء أيام جميلة بإسبانيا رفقة عائلتها.
هذا هو المناضل ابن المناضلة، يقضى أيامه سائحا في دول العالم على حساب "الثورة الصحراوية"، وتقضي أمه أيامها تجوب أصقاع العالم للمتعة، وترسل أفراد عائلتها للعلاج في الخارج، ولما يعود المناضل إلى أرض الوطن "يعربط"، أو يعربد كما يحلو باللغة العربية، وفي الشارع العام حيث يتم العثور عليه متسعكا فاقدا للوعي "سكران" و"مقرقب".