زف موقع خط الشهيد، يوم الجمعة المنصرم، خبرا إلى كل الطامحين في التغيير داخل مخيمات لحمادة، والمنددين بالواقع المأساوي واللا إنساني الذي يعيشه المحتجزون الصحراويون هناك، مفاده أن عميد الأغنية الشبابية والثورية الصحراوية الفنان الناجم علال، الذي لقبه المقال ببلبل المخيمات، خرج عن سرب المغردين لجبهة البوليساريو، ليغرد، من خلال ألبومه جديد، من أجل التغيير و ضد المصير المجهول و الاستبداد الذي تفرضه الجبهة والجزائر على المحتجزين الصحراويين، المغلوب على أمرهم، موجها بذلك لكمة قاضية بلحن الطرب الصحراوي في وجه قيادة البوليساريو ومناصريها. و أفاد مصدر متتبع لموجة التغيير والتمرد الذي تعيشه المخيمات، في تصريح ل "العلم"، أن حدثا كهذا، في ظل ظرفية إقليمية تعيش على إيقاع محاكمة أصحاب القرار المستبدين والإطاحة برموز الفساد، من شأنه أن يهز أوصال محمد عبد العزيز ديكتاتور الجبهة، ويزرع الخوف في قلوب حاشيته المسترزقة من معاناة المحتجزين، خاصة وأن المؤتمر الشعبي للجبهة على الأبواب. الأمر ذاته الذي أكده مقال التيار المعارض للجبهة، حيث ذكر بالحرف:" إنه ألبوم جديد أصدره الفنان بعنوان شباب التغيير يحمل ست أغاني بلحن جميل وكلام ثوري مرصع بمعاني الزجل الحساني، قد يصبح غدا اتسونامي جارف لشباب لحمادة وكل المعجبين بالنجم الصحراوي الناجم علال في يوم الحقيقة .وأضاف المقال أن الناجم علال الذي عرفه برائد الزجل الحساني و بالفنان الصحراوي الدولي، والذي طالما غنى بإيقاع ثوري ضد المغرب وشارك في مهرجانات نظمتها الجبهة للتسويق لقضيتها دوليا، فاجأ الكل، حين أصدر آخر ألبومه الثوري من أجل فك الحصار الفكري المضروب على صحراوي مخيمات تيندوف، مهللا بحسرة ومرارة الواقع المأساوي الذي يعيشه المحتجزون الصحراويون هناك. إن نفس الحنجرة التي باعت حلم الانفصال والاستقلال لشباب المخيمات منذ نهاية الثمانينات، ومجدت أفعال من جعلتهم قيادة الرابوني مناضلات الجمهورية الوهمية على شاكلة سلطانة وأمينتو حيدر، و خلدت أحداث إكديم ازيك بملحمة انتقد فيها الناجم السلطات المغربية وقال في طالعتها" شعبي الاستقلال يجيك يجيك وعنوان نضالك بلادي بلادي في إكديك ازيك"، وهي نفس الحنجرة التي تبوح اليوم بالمسكوت عنه وتعترف بفساد قيادة الرابوني وتصدع في إحدى قصائد الألبوم الجديد" إلى جاك لعياط من الكدية الهروب امنين" مطالبة بالإصلاح والتغيير، وكما ذكر المقال:" خرج الناجم اليوم عن صمت المخيمات بلحن جميل ليقول لأهله وعشيرته وكل شباب لحمادة و لعاشقي الطرب الصحراوي ولكل العالم، أن الوقت حان لوقف مهزلة إنسانية اسمها مخيمات حمادة تيندوف، التي جعلتها قيادة البوليساريو وحاشيتها مطية لتحقيق مآربهم ". وعن مضمون قصائد ألبوم شباب التغيير، ذكر المقال "أن الناجم غنى بحنين من أجل العودة للديار الأم، وأنشد بألم قصة الرحيل الأول من أرض الوطن، لينتهي المصير في أحضان قضية سراب، تحث ظلال خيمة لمدة 35 سنة، واصفا الماضي والحاضر لساكنة المخيمات بمأساة تقتات منها القيادة التي نعتها في قصائده بالسلطة الفاسدة، مطالبا شبابها أن يشدوا الرحال ليكون المستقبل الأفضل". وأفاد المقال أنه بعد إطارات خط الشهيد، وثورة الشباب والمهمشين والمقصيين والسفراء والإطارات، وشيوخ تحديد الهوية، والشعراء، جاء الدور على الفنانين، لينددوا بالفساد ويعلنوا تمردهم عن قيادة البوليساريو، مؤكدا أن الوضع بات أكثر إحراجا لسلطة الرابوني الفاسدة حين تعلق الأمر بالفنان الذي طالما تسترت القيادة تحث شعارات أغانيه الثورية، ليبيعوا للمحتجزين بالمخيمات الأحلام "التي ما انبتت ولو شجرة بسيطة على طريق الحرية والعودة، عندما يعلن التمرد ضد هذه القيادة ويطالب التغيير، فإلى أين المفر؟؟ الفنان هو روح الشعب هو الكلمة الثائرة هو الأمل، ولما يفقد الأملُ الأملَ ، فلا أمل هناك مع هذه القيادة التي كان آخر من يعلن رفضه لها وينادي بفضحها عبر نفس الأغنية والإيقاع الذي كان يدعو للحرية والكرامة، نفس الحنجرة التي غنت (للثورة والوطن)، تغني اليوم للتغيير والإصلاح، ونبذ هذه القيادة الفاسدة والمرتشية، بطاقة فنية للتعريف بالفنان الناجم ولا بد من الإشارة الى أن المبدع والشاعر والموسيقار و الملحن الناجم علال من مواليد 1967 بمدينة السمارة، وكانت أسرته من بين العائلات الصحراوية المغربية التي رحلت من بلدة أمكالا إلى تيندوف من قبل القوات الجزائرية، تحت ذريعة حمايتهم من الجيش المغربي، و لم يكن سنه آنذاك يتجاوز الثمانية أعوام، وفي بداية عام 1976 بدأ بالتنقل بين المدن الجزائرية للتمدرس، حاله كحال جل الأطفال الصحراويين المرحلين، إلى أن اجتاز المرحلة الثانوية ليجند إجباريا من قبل تنظيم البوليساريو سنة 1984وهو لم يبلغ السادسة عشر من عمره، ليكون هو الأخر من ضحايا تجنيد الأطفال و القاصرين، هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الطفل، و الذي لا يوجد إلا في عرف الجمهورية الوهمية التي تجعل كلمة الديمقراطية ضمن لقبها، ولأنه ابن أسرة فقيرة غير مقربة للقادة، التحق بالناحية العسكرية السابعة التي ظل بها حتى سنة 1991، ظهر الفنان ضمن فرقة الناحية سنة 1987 بأغنية "أنا والصحراء والتشواش" ضمن مهرجان الشباب لصيف 1987، ليتربع على عرش الأغنية الصحراوية منذ ذلك التاريخ إلى غاية يومنا هذا. وبعد قرار وقف إطلاق النار سنة 1991، انضم الفنان الناجم إلى الفرقة الوطنية، و شارك في جل المهرجانات الدولية التي تحضرها البوليساريو للتسويق لقضيتهم الوهمية، وفي سنة 2000 وقع الفنان عقد مع شركة Novi Negara الإسبانية لتسجيل الأشرطة السمعية البصرية، و فاز الفنان بعدة جوائز أهمها جائزة الوتر الذهبي بألمانيا سنة 2003، يشغل الفنان حاليا المدير العام لمديرية الفن بما يسمى بوزارة الثقافة الصحراوية بالمخيمات.