في وقت تستمر الحكومة المغربية في القسوة على الشعب ماديا، عبر سن اجراءات تدعو للمزيد من التقشف وشد الحزام، وبينما تتراءى للفقراء أزمة خبز بمناسبة عيد الأضحى، فضل وزير الاتصال، الناطق باسم الحكومة، المصطفى الخلفي أن ينحاز لأبناء الشعب المحظوظين، فهجر حي الملاح بالقنيطرة، القريب من الولي الصالح سيدي العربي بوجمعة ليجاور وليا آخر لله هو سيد العابد قرب الهرهورة، حيث اشترى قبل بضعة اسابيع فيلا بخسة الثمن، لم تتجاوز قيمتها ستة ملايير درهم. . فقط لا غير.
وتتكون "فيلا" السيد الوزير بمنطقة سيدي العابد الراقية حيث يسكن علية القوم، وحيث سيعيش الخلفي الذي لم تمر سوى قرابة سنتين على استوزاره، تتكون من حديقة ومسبح يتسع لأكثر من عشرين شخصا، ولها واجهتان ومشيدة من ثلاثة طوابق، يوجد في اسفلهم حمام بلدي للمتعة النفسية والفوائد الصحية الأخرى.
ويأتي هذا البذخ من طرف الوزير الإسلامي الشاب لينبه الغافلين إلى بعض الأمور منها أن خطاب التقشف المغلف بالمواعظ موجه للاستهلاك الشعبي فحسب ولا يعني "متديني الحكومة" في شيء، وأن "التبرجز" كأسلوب حياة متأصل في نفسيات زعماء الإسلام السياسي، ولا ينتظر سوى فرص الاستوزار ليعبر عن نفسه من خلال الفيلات والمسابح.. وما لا عين رأت ولا مصادر شاهدت.