ارتفعت حصيلة الهجوم على مركز تجاري السبت في نيروبي والذي تبناه المتمردون الصوماليون الاسلاميون الى 39 قتيلا, فيما نددت واشنطن بما اعتبرته هجوما "دنيئا" واكدت باريس مقتل فرنسيتين في الاعتداء. واعلن الرئيس الكيني اوهورو كينياتا في كلمة متلفزة ان 39 شخصا قتلوا واصيب 150 اخرون في الهجوم على المركز التجاري في نيروبي.
وقال كينياتا مخاطبا مواطنيه ان كينيا "تغلبت في الماضي على هجمات ارهابية وستنتصر عليها مجددا", موضحا انه "فقد شخصيا افرادا من عائلته" في الهجوم على المركز التجاري. وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن 30 قتيلا وستين جريحا.
واضاف الرئيس الكيني ان "قواتنا الامنية تقوم بشل حركة المهاجمين وتأمين المركز التجاري", فيما كانت العمليات الامنية متواصلة في وقت متاخر ليلا.
واعلن المتمردون الاسلاميون الشباب المرتبطون بالقاعدة مسؤوليتهم عن الهجوم الذي استهدف مركز "وست غيت مول" التجاري.
وتابع كينياتا "انهم يريدون نشر الرعب والاحباط في بلادنا, لكننا لن ندعهم يرهبوننا. ان الارهاب فلسفة الجبناء".
واكد الرئيس لمواطنيه ان "حكومتنا ستقدم اليكم الدعم الضروري في الايام المقبلة".
إلى ذلك، البيت الابيض بالهجوم "الدنيء", واعدا بمساعدة كينيا في مكافحتها للارهاب.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي الاميركي كايتلين هايدن في بيان ان "منفذي هذا العمل الدنيء ينبغي ان يحالوا امام القضاء وقد قدمنا دعمنا الكامل الى حكومة كينيا لتحقيق هذا الامر."
وكانت الخارجية الاميركية اعلنت في وقت سابق اصابة عدد من الاميركيين في هجوم نيروبي, موضحة ان السفارة الاميركية في كينيا "على اتصال بالسلطات المحلية وقد عرضت مساعدتها".
وفي السياق نفسه،أعلنت الرئاسة الفرنسية مساء ان فرنسيتين هما بين قتلى الهجوم.
وفي بيان تناولت فيه هذا "الهجوم الارهابي المستمر", اعلنت الرئاسة ان "فرنسيتين قتلتا في هذا العمل الدنيء الذي اسفر عن كثير من الضحايا".
واضاف البيان ان الرئيس فرنسوا هولاند "يدين باكبر قدر من الشدة هذا الاعتداء الجبان ويشاطر (افراد) عائلتي مواطنتينا الامهم ويعبر عن تضامنه الكامل مع السلطات الكينية".
من جهته, اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ السبت ان مواطنين بريطانيين هم "من دون شك" بين ضحايا الهجوم الدامي الذي استهدف مركزا تجاريا في نيروبي, لافتا الى ان دبلوماسيين يحاولون الحصول على معلومات عن جميع الاشخاص المصابين. وصرح هيغ للتلفزيون "هناك من دون شك مواطنون بريطانيون وجدوا انفسهم عالقين في هذا الهجوم وعلينا ان نكون مستعدين لهذا الامر".
واكد هيغ ان بريطانيا تدين "من دون تحفظ" هذا الهجوم "الوحشي" لكنه لاحظ ان تبني الاعتداء من جانب المتمردين الشباب الصوماليين لم يتاكد حتى الان".
ولفت الى ان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الكيني وعرض عليه مساعدة بريطانيا اذا اقتضت الضرورة".
واضاف "انه بالتاكيد هجوم معقد, بالتاكيد هجوم ارهابي, هجوم جبان ووحشي استهدف اشخاصا ابرياء من كل الاعمار ومن اصول مختلفة".
وكانت حركة الشباب المجاهدين الصومالية التابعة للقاعدة اعلنت مسؤوليتها عن الهجوم على المركز التجاري في العاصمة الكينية وقالت في تغريدة على موقع تويتر ان "المجاهدين دخلوا اليوم عند الظهر تقريبا ويست غيت" المركز التجاري الذي وقع فيه الهجوم و"قتلوا اكثر من 100 كافر كيني والمعركة مازالت مستمرة".
واضافت "وحدهم الكفار قتلوا, جميع المسلمين الموجودين في المكان" تم تحييدهم و"مرافقتهم خارج المركز من جانب مجاهدينا قبل بدء الهجوم".
وبررت الحركة الهجوم بانه رد على تدخل الجيش الكيني منذ عامين في جنوب الصومال ضد مقاتليها مذكرة بانها "حذرت كينيا اكثر من مرة ".
واقتحم المهاجمون الذين كان بعضهم يتحدث اللغة العربية او اللغة الصومالية كما افاد شهود مركز ويست غيت مول التجاري ظهرا, بينما كان مكتظا بالمتسوقين.
وعادة ما يشهد هذا المركز ازدحاما شديدا في نهاية الاسبوع ويعتبر هدفا محتملا للمجموعات التي تدور في فلك تنظيم القاعدة, كمتمردي حركة الشباب الاسلامية.
وقد اطلق المهاجمون النار من اسلحة الية والقوا قنابل يدوية على الزبائن وهم خليط من الافارقة والهنود والغربيين اضافة الى موظفي المركز.
وقال مسؤول في الشرطة ان "اسلوب الهجوم والطريقة التي كانوا (المهاجمون) يتحدثون بها مع اهدافهم تثبت بوضوح ان ما حصل هجوم اعدته باتقان مجموعة ارهابية", موضحا ان المجموعة المنظمة" كانت تتألف من عشرة عناصر".
وتواصلت المواجهات في المساء في ويست غيت مول المؤلف من اربعة طوابق حيث "تتم محاصرة المهاجمين في جناح بأحد الطوابق", كما اكد مصدر امني.
واضاف هذا المسؤول لدى حلول الظلام ان "الهدوء عاد على ما يبدو في انحاء المركز الاخرى" لكن العملية يمكن ان تستمر فترة اطول ".
واوضح المصدر "اننا نقوم بتامين المركز, متجرا متجرا, واجلاء الاشخاص" المحاصرين في الداخل منذ بداية الهجوم". وقالت امرأة خرجت من المركز انها اختبأت فيه ست ساعات حتى انقاذها. واضافت هذه المرأة التي لم تكشف عن هويتها "كنت في مقهى عندما سمعت اطلاق نار وانفجارات. ثم ركضت واختبأت في متجر امضيت فيه ست ساعات".
وقال احد الشهود ان المهاجمين "اعدموا" زبائن وكانوا يتحدثون لغة غريبة, العربية او الصومالية وذكر المسؤول عن المركز "بدا لنا لوهلة ان مطلقي النار سيطروا على كامل المركز التجاري ".
وكثيرا ما هدد متمردو حركة الشباب الصومالية في السنوات الاخيرة بشن هجمات على الاراضي الكينية ردا على الدعم العسكري لنيروبي الى الحكومة الصومالية.